الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموقف من تعلق الطفلة بأبيها المطلق المهمل لها في ظل علاقته بامرأة

السؤال

أنا منفصلة عن زوجي، وهو يقيم بألمانيا، وأريد الزواج خوف الفتنة، ولكن ابنتي متعلقة بأبيها ودائمة السؤال عنه رغم أنه لم يرها منذ أن كان عمرها (15 يوماً)، ولم ينفق عليها سوى مبلغ رمزي كل شهر لا يفي باحتياجاتها، وهو بصدد العودة للوطن خلال الفترة القادمة، ولا أعرف كيف أتعامل معه؟! خاصة مع شعوري بأنه خدعني وكذب علي، وهو يعيش علاقة مع أخرى لا أفهم ما شكلها؟! وهل كانت قبل أن يتزوجني؟ فماذا أفعل؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تهاني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الخير سوف يكون في رأب الصدع والعودة إلى الزوج إذا أمكن إصلاحه وكان عنده ميل لذلك، فإن العلاقة الصحيحة هي الأصل، وما سواها لا قيمة له ولا وزن، فكيف نسارع بهدم البيوت لمجرد وجود خلل يمكن تداركه؟ وسوف أكون سعيداً إذا وصلتني توضيحات حول هذا الأمر الهام حتى تكون الأمور واضحة أمامي، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك والإخوان.

ولا أظن أنه يخفى عليك أنك الأولى بطفلتك ما لم تتزوجي، وأن من مصلحة هذه الطفلة أن ترتبط بوالدها في كل الأحوال؛ لأنه يظل والدها مهما حصل منه، وسوف يعاقب الله كل مصر على التقصير متعمد للظلم، (( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ))[الشعراء:227].

وإذا كنت لا تفهمي حجم وشكل تلك العلاقة فلماذا لم تحاولي الإصلاح؟ وهل يمكن أن تكوني سبباً في الذي يحصل؟ فإن الفاسقات لا يتمكن إلا من إسقاط رجل لم يجد من تتفهم احتياجاته، وهل كانت في ذلك الرجل إيجابيات؟ وما هي؟ وهل يمكن أن تتغير أحواله بعد عودته إلى وطنه؟ وهل تلك المرأة من نفس الوطن الذي ينتمي إليه؟

ولا شك أن في ارتباطك برجل يعاونك على الخير والطاعة خير كثير، فنحن في زمان الفتن، والأمر كله متروك لك، ونحن نؤيد فكرة الارتباط الشرعي بزوجك السابق أو بغيره، وهذا ما نحبه لك ولكل امرأة تعيش بغير زوج، فللرجال خلق النساء ولهن خلق الرجال.

ورغم أنه لم يتضح لنا عمر الطفلة إلا أننا نؤكد على حاجتها إلى الارتباط بوالدها، وكلنا أمل في أن تسهلوا لها ذلك ولا صعوبة في ذلك، والناس في العادة يتفقون على مكان للقاء، ويتفقون على تحديد مدة اللقاء وعدد المرات، وأفضل من ذلك أن يكون ذلك متاحاً في كل وقت، مع ضرورة التنسيق والترتيب، وبذلك تستطيع الفتاة من أخذ حقوقها وعرض احتياجاتها على والدها المقصر.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يلهمك السداد وأن يصلح لنا ولكم النية والأولاد.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً