الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذكر بعض الأمور التي تحدد مسار الاستجابة للدواء، وإمكانية وجود علاج واحد للاكتئاب أو الرهاب أو الوسواس؟

السؤال

1- استخدمت سبراليكس لمدة 5 أشهر، ثم إيفكسر لمدة 3 أشهر، ولكن ما زلت أشعر بالضيق، ونفسي أحس أنه يرتجع، فهل عندك حل لاستخدام أدوية أخرى؟

2 - أود أن أعرف كيف يستخدم دواء واحد لعلاج الاكتئاب أو الرهاب أو الوسواس؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ramy حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه حين لا تتم الاستجابة لعلاجٍ أو عقار ما فهذا يجعلنا نراجع ثلاثة أمور:

(1) هل التشخيص صحيح؟ وهذه بالطبع مسئولية الطبيب، وأنت مما أوردته فنستطيع أن نقول: إن التشخيص صحيح، وحسب ما ورد في رسائلك السابقة؛ فإن الحالة هي حالة اكتئابية مع وجود الأعراض الوجدانية الأخرى المصاحبة.

(2) هل تم استعمال الدواء للمدة الصحيحة؟ هذا أيضاً سؤال هام جدّاً، فإن معظم هذه الأدوية من المفترض أن تبدأ فعاليتها بعد أسبوعين أو ثلاثة من بداية العلاج، وتصل لقمة فعاليتها في الأسبوع الثامن، وفي بعض الناس قد تتطلب ثلاثة أشهر، هذا إذا كان المريض في الأصل يتناول الجرعة الصحيحة.

وبعض الحالات التي شهدناها ورأيناها هي أن فعالية الدواء ربما تبدأ بعد أربعة إلى خمسة أشهر، ولكن من المفهوم ومن المقبول أن المريض لا يستطيع أن يصبر كل هذه المدة.

(3) فإن هناك أمراً يعرف بالموافقة الجينية، فهنالك بعض الناس من أسر معينة يستجيبون لأدوية معينة، ولا يستجيبون لأدوية أخرى، وهذا يدل أن الخارطة الجينية والتركيبة الجينية للإنسان تحدد نوعية الدواء الذي سوف يستجيب له، ولكن بالطبع هذه لا زالت صعبة التحديد.

وهنالك نقاط إضافية أخرى تحدد مسار الاستجابة للدواء وهي:

- الظروف الحياتية التي يعيشها الإنسان، إذا كان الإنسان يعيش تحت ضغوط صعبة وظروف غير مواتية ومليئة بالسلبيات، وكذلك شخصيته أيضاً تحمل سمة التشاؤم والسلبية وعدم الفعالية، هذا بالطبع قد يؤدي إلى عدم الاستجابة للعلاج الدوائي.

- وهذه النقطة أيضاً قد تعرقل هذه الاستجابة، وهي وجود أمراض عضوية أخرى، فعلى سبيل المثال: مرض السكر إذا حدث مع أعراض الاكتئاب، فإنه دائماً تكون الاستجابة ليست جيدة.

إذن: هذه هي النقاط العامة التي وددت أن أوضحها لك، وفي حالتك أرجو أن تكون قد تناولت الجرعة الصحيحة، وأرجو أن تكون أيضاً قد طبقت آليات العلاج الأخرى من علاجٍ سلوكي، وإدارة للوقت، وممارسة للرياضة، والاقتداء بالصحبة الطيبة، وتغيير التفكير من تفكير سلبي إلى تفكير إيجابي، هذه آليات علاجية مهمة.

نعم توجد أدوية أخرى كثيرة جدّاً، وكما قال أحد الزملاء: إنه يوجد أربعة وثلاثون نوعاً من الاكتئاب، ولكن -بفضل الله تعالى- يوجد خمسة وثلاثون نوعاً من الأدوية، فهذه ليست قضية وليست إشكالية.

إذن: يمكنك الآن التوقف عن الإيفكسر Efexor وقد استخدمت السبرالكس Cipralex في السابق، وبالطبع توقفت عنه، وما دمت أيضاً لم تستجب للإيفكسر Efexor، وأحسب أنك قد استعملته بالجرعة الصحيحة، وفترة ثلاثة أشهر تعتبر فترة مقبولة، فعليك التوقف منه واستبداله بعقار (زولفت Zoloft) أو ما يسمى (لسترال Lustral) -وهذا اسمه التجاري- والذي يسمى باسمه العلمي (سيرترالين Sertraline)، وجرعته تبدأ بخمسين مليجراما -حبة واحدة- ليلاً بعد الأكل، وتستمر عليها لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ولا بد أن تصبر هذه المرة حتى تحصل على الأثر الكيميائي والعلاج الإيجابي لهذا الدواء.

وبعد انقضاء فترة الستة أشهر -وهي الفترة العلاجية- يمكنك أن تخفّض الدواء إلى حبة واحدة -خمسون مليجرام- يومياً لمدة ستة أشهر -وهذه هي الفترة الوقائية- إذن: أعتقد أن الزولفت Zoloft سوف يكون مفيداً بالنسبة لك.

أما بالنسبة للسؤال الثاني وهو: هل يوجد علاج واحد للاكتئاب أو الرهاب أو الوسواس؟

الجواب: نعم، كثير من الأدوية في أول الأمر تم إدخالها كأدوية مضادة للاكتئاب، ولكن اتضح بعد ذلك أنها أيضاً أدوية فعالة لعلاج الرهاب، وكذلك لعلاج الوساوس، ولكن لا بد أن نكون حذرين، وهو أن علاج الرهاب، وخاصة علاج الوساوس قد يتطلب جرعة أكبر من الجرعة التي نستعملها من نفس الدواء في علاج الاكتئاب النفسي، فعلى سبيل المثال عقار زولفت Zoloft هو يعالج الاكتئاب والرهاب والوساوس وحتى القلق النفسي، ولكن الجرعة التي من المفترض أن يتناولها المريض بالنسبة لعلاج الرهاب أو الوساوس، يجب أن تكون حبتين إلى ثلاث حبات في اليوم، وهذه تُبنى بالتدريج.

أما بالنسبة لعلاج الاكتئاب، فربما تكون حبة واحدة كافية، ولكن بعض حالات الاكتئاب المتوسطة إلى الشديدة قد تتطلب حبتين إلى ثلاثة في اليوم، علماً بأن الجرعة القصوى لهذا الدواء هي أربع حبات -ثمانون مليجرام- في اليوم.

أسأل الله تعالى أن يوفقك، وأتمنى أن تكون الإجابة مقنعة لك.

ويمكنك الوقوف على العلاج السلوكي للرهاب من خلال هذه الاستشارات: (259576 - 261344 - 263699 - 264538 ) وكذلك الاكتئاب: (237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121)

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً