الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قسوة الأزواج .. وكيفية تعامل الزوجات معها

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

إني والحمد لله أحب ديني وملتزمة بصلاتي ومطيعة لزوجي، لكن مشكلتي أني أحبه بجنون ولا أقدر على الاستغناء عنه، والآن هو مسافر إلى بلدنا الأصلي وتركني مع ابنتي وحتى هي متمسكة به، ولكن لم أحتمل، فبدأت أتصل به عند عائلته وكلما كلمتهم أجابوني بكلام جارح .. أتركيه في حاله يمضي إجازته في سلام .. لا تخنقيه .. هذا لأني أريد سماع صوته، مع العلم نحن من بلاد واحدة، وكنا سنذهب جميعاً لكنه غشني هو وعائلته بأن نصبر إلى السنة القادمة ونوفر مصاريف السفر لتكملة بيتنا، ولكنه من ورائي دفع ثمن التذكرة وأخذ المال الذي يكفينا للسفر جميعاً، وسكت ولم أعارض ووعدني بأنه سيتصل بي مرتين في اليوم لأخذ إذنه عند الخروج لشراء ما يلزمني، ولكنه لم يتصل، وعندما أتصل به لم أشعر بنفسي حتى بدأت بالبكاء ولكنه شتمني بأقبح الكلمات أمام أهله بحجة أني ألاحقه، ومنذ مدة أسبوع وأنا أبكي ورغم ذلك اعتذرت له.

أنا سؤالي: ماذا أفعل لنسيان زوجي؟ فأنا أحبه لدرجة أني أستغني عن نفسي لأجله، وهذا الحب أتعبني في حياتي وفي صحتي، والآن أصبحت في كل صلاتي أطلب من الله أن يخرجه من قلبي لكي أرتاح، فهل آثم؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Laila حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإننا ندعوك إلى أن تسألي الله عز وجل أن يديم بينكم مشاعر الود والرحمة، وأن يرزقك الصبر وحسن التصرف بدلاً من سؤال الله أن يخرجه من قلبك، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك الخير.

وأرجو أن يدرك الجميع أن الإفراط مرفوض، وكذلك التفريط، وأن الشيء المعقول هو المطلوب، وأرجو أن نتفق على أن كثرة الاتصال به والإلحاح عليه سوف تفسر على غير وجهها، وقد تدفع أهل الرجل إلى الغيرة من زوجته التي نافستهم على جيبه وحبه، فاعتدلي في ذلك وشجعيه على البر بأهله والإحسان إليه، وسوف تكوني أنت الفائزة في آخر المطاف.

وتذكري أنك تكلمين زوجك أمام أهله وليس من المصلحة سماعهم لصياحك وكلامك، ولا يخفى عليك أنه يصعب على زوجك إخفاء مشاعره، وهذا أمر يفتح الأبواب لتدخل الآخرين في حياتكما، وإذا قدر الله لك السفر معه فلا تلاحقيه وتتابعيه، واعلمي أن أسلوب حب التملك والسيطرة على الرجل وعزله عن أهله له آثار خطيرة على مستقبل أي أسرة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وهنيئاً لك بالالتزام، وشكراً لك على مودة الزوج، وسوف يظل يبادلك المشاعر، ولكن اصبري عليه حتى يعود لك سالماً، ويمكنك الاكتفاء بقليل من الرسائل مع ضرورة أن تختاري لها الأوقات المناسبة، وحتى لو لم ترسلي رسائل فإن المهم هو بقاء الحب، والحب الحقيقي لا يزيد بالوصال ولا ينتهي بالانقطاع لأيام، واعلمي أن الرجل يجدد مشاعره بالبعد وسوف يعود لك أكثر شوقاً.

ونحن وإن كانت كلماتنا قد تبدو فيها بعض القسوة عليك، إلا أننا نقدر مشاعرك تجاه زوجك وحبك له، وكم نفرح للبيوت المبنية على الحب والوئام، وكم نحزن لحال بيوتٍ أخرى مبنية على المشاكل والخلاف.

ونسأل الله لكما التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً