الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لفتاة ساءها زواج أبيها بخادمة

السؤال

السلام عليكم.

تزوج أبي منذ عشرين سنة، ولكنه لم يخبرنا إلا قريباً، ولديه أربعة من الأطفال: اثنان منهم أكبر مني، وزوجته كانت خادمة، وقد رفضنا هذا الزواج بسبب ذلك، علماً بأنها لا تعيش في نفس البلد الذي نعيش فيه، وإنما تعيش في بلد آخر، وكان جدي أخبره قبل وفاته أنه إذا تزوج فسيكون غضباناً عليه، لكنه تزوج ولم يخبره، فهل جدي يكون غضباناً عليه الآن؟!

وقد صرت أخاف من الخروج مع الناس لكيلا يقولوا: هذه ابنة المتزوج من الخادمة، وأصبحت دائمة البكاء ولازمت غرفتي حتى صرت أشعر بالملل الشديد، وأصبحت أكره أبي ولكنه يحبني، ولا أريد خسارة محبته بسبب هذه المرأة، وأحاول إزعاج أبي بهذا الموضوع، لأني كنت أعتقد أنه قدوتي فخيب أملي، وكنت أفتخر به لكني الآن أشعر بالإحراج من ذلك، وكرهت الناس والاجتماع معهم بسببه، فبماذا تنصحونني؟!

علماً بأنه لا يستطيع أن يطلقها من أجل أطفاله الذين يعيشون في مكان بعيد عنه، وقد قاطعنا أهل أبي عندما وقفوا معه، فصرت أدعو عليهم، فهل هذا الدعاء جائز؟ وكيف أتصرف مع كلام الناس؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الفراشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن في النساء من العيوب ما لا يعلمه إلا علاَّم الغيوب، وإذا كان والدك متزوجاً بالحلال فهناك من يمارس الفجور والعصيان، ولكن نظرة الناس وفطرهم منكوسة لأنهم يستغربون من الحلال ويقبلون ويألفون الحرام والعصيان، ووالدك لم يفعل شيئاً يُغضب الله، وكل إنسان يكتسب قيمته بحسب دينه وتقواه، وقد أحسن من قال:
لقد رفع الإسلام سلمان فارس ووضع الشرك الشريف أبا لهب

فغيري نظرتك تجاه والدك، ولا تهتمي بنظرات الناس فإنهم يبصرون القذى في عيون الناس ولا يرون العود في أعينهم، ورضا الناس غاية لا تدرك، والعاقل يجعل همَّه رضوان الله، فبادلي والدك مشاعر الحب وتعوذي بالله من الشيطان، وهنيئاً لك بأبٍ يهتم بك ويحبك، فإن معظم البنات محرومات من مشاعر الحب من قِبل الوالدين.

ولا شك أن والدك تزوج وكان له في ذلك الوقت أسباب، وعليه الآن أن يهتم بكم وبأولاده من الزوجة الأخرى، وإذا كانت بالأمس خادمة فهي اليوم زوجة، وأبناؤها إخوة لكم، وليس هناك داعٍ لإعطاء الموضوع أكبر من حجمه.

ما زلت أصر أن والدكم أفضل من الذين يسافرون لممارسة الفجور، والمجتمع الظالم ينظر إليهم نظرة احترام مع أنهم ليسوا أهلاً للاحترام، كما أرجو أن تحاولوا إعادة العلاقات مع أعمامكم، فإن الخصومة لا تغير في الأمر شيئاً، ولا يستفيد من القطيعة إلا شياطين الإنس والجن.

والعبرة ليست بما يراه الناس، ولكن العبرة بأن يكون كل شيء موافقاً لشريعة رب الناس، فأشغلي نفسك بالمفيد، وأكثري من تلاوة كتاب ربك المجيد، وأقبلي على الحياة بأمل جديد وبثقة في الله المجيد.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالحرص على ما يرضيه، نسأل الله أن يرزقك بر والديك وأن يلهمك السداد والرشاد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً