الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية حماية شاب من مخالطة قرناء السوء

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لي صديق يكن لي كل الحب والتقدير، وهو شاب وسيم، وعمره أقل مني بثلاث سنوات، ودائماً يقول لي أنني بمنزلة أخيه الكبير، وهو شاب مشهود له بالفطنة والذكاء، ولكنه دائماً ينخدع بالمظاهر فيصحب الأشرار ويكون علاقات قوية معهم رغم أنه يدرك ما يريدونه منه، ولكنه يعتذر بأنه واثق من نفسه ولا يمكن أن يتمكنوا منه.

وإذا حذرته من بعض الأشخاص فإنه يسكت عني، وقد صارحني ذات يوم بأنه لا يحب أي شخص يحدثه عن أصدقائه، وعندما حدثني بهذا أعرضت عنه فعاد واعتذر لي، وعندما أرى منه تصرفاً لا يعجبني وأعرض عنه فإنني أجده يعود إلي وكأنه يقول لي: أنا بحاجتك فلا تتركني.

وأما الآن فالوضع مختلف، فالذي يتقرب منه هو شخص سبق له أن درس معه في مركز تحفيظ القرآن الكريم، وهذا الشخص معروف عنه بأنه شاذ، وقد أخبرني بذلك أحد زملائه من حفظة كتاب الله تعالى، وأخشى أن أخبره بهذا الشيء فيأخذ نظرة سيئة عن الملتزمين، فكيف يمكنني أن أُبعده عن مثل هؤلاء الأشخاص؟!

علماً بأن الذي يجمعهم هو كرة القدم، وهو لا يحب أن يلعب معنا لأنه لا يرتاح لبعض القائمين على نادينا.

وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ننصحك بعدم ترك ذلك الشاب، وندعوك للاقتراب منه والاجتهاد في نصحه، ونسأل الله أن يحفظكم وأن يسددكم، ومرحباً بكم في موقعكم.

ولا شك أن مصادقة الأشرار تُعدي وتؤذي، والإنسان إذا صادق الأشرار أصابوه من شرورهم وشرهم، ووضع سمعته على مهب الريح، ولكن هذا الشاب في سن الحوار والإقناع، وإذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع.

والأمر قد يحتاج إلى حوار هادئ وليس أمام فلان أو علان، ويمكن أن يكون الحوار عن مواصفات الصديق الصالح؛ لأن هذا النوع من الحوار ينبه على مواطن الخطورة، وقد يعترف ببعض ما يلاقيه ويعانيه من بعض الأصدقاء؛ لأن أمره بترك فلان أو فلان مباشرة فيه قدح في اختياره وفرض للوصاية عليه، وقد يكون يشعر بإساءة الظن به، وقد ينتقل التحذير إلى الآخرين فيطالبونه بأن ينعزل عنك، وهذا أمر فيه ضرر كبير عليه لأنهم سوف ينفردون به.

وأرجو أن تعلم أن الأصدقاء على ثلاثة أنواع من حيث الخلطة معهم والدخول فيهم، ففيهم نوع كالغذاء لا يستغني عنه الإنسان، وفيهم نوع كالدواء نحتاج إليه في لحظات المرض، وفيهم نوع هو الداء والمرض بعينه، وخلطة هذا النوع فيها من الأضرار ما لا يعلمه إلا الله.

كما أرجو أن تنمي عنده مهارة اختيار الأصدقاء، وتدعوه لعدم التسرع في الدخول معهم؛ لأن كثيراً من الناس كما قال الشاعر:
يعطيك من طرف اللسان حلاوة *** وإذا توارى عنك فهو العقرب
يلقاك يقسم أنه بك واثق *** ويروغ منك كما يروغ الثعلب

وهذه هي وصيتي لك بتقوى الله ثم بالاستمرار في النصح لذلك الصديق، واجتهد في الدعاء له، وحاول الاقتراب منه والتعرف على أسرته وأهله، فإن ذلك مما يقوى رابطة الإخاء ونسأل الله الهداية للجميع.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً