الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة لشاب في إرادة تركه خطيبته لقصور ديني بعد سنوات من ضياعه

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عشت بين أبوين محافظين ولله الحمد، ودرست الابتدائية والمتوسطة في مدارس تحفيظ القرآن الكريم، لكن أبي كان كثيراً ما يضربني ضرباً مبرحاً، ولا أستطيع أن أُحصي عدد المرات التي ضربني فيها، ولا أستطيع عدَّ الجروح التي خلّفها في جسمي، وكانت والدتي تشاركه في بعض الأوقات.

وقد درست الثانوية وتخرجت منها بتفوق، وقدمت في الجامعة فقبلت في الكلية، وكنت طيلة فترة دراستي منطويا على نفسي إلى أن تخرجت من الجامعة، ثم تعرفت على أصدقاء تعلمت منهم شرب الخمر والغناء، وتعرفت على ابنة عم لي ثم خطبتها ووعدني أبي بالزواج، ولم يتم شيء حتى الآن.

علماً بأني قد خطبتها منذ أربع سنوات، وهي متعلقة بي جداً، ولكني بدأت أكرهها ولم أعد أطيق أن أسمع أي شيء عنها لأسباب دينية، فهي تستمع للغناء وتشاهد المسلسلات، وإذا نصحتها في أمور دينها تغير الموضوع، ولديها أخت متزوجة ولها علاقات.

وقد فقدت أصدقائي ولم أعد أطيق أن أكلم أحداً، فأبي يكيل لي الصفعات من بخل وضرب، وليس صريحاً معي فهو يكذب علي دائماً، ومتناقض مع نفسه كثيراً، وأمي غارقة في انشغالاتها، فهل تنصحونني بترك الخطبة؟ وكيف أتعامل مع أبي؟!

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أبو فريد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإننا ندعوك للتوبة النصوح فإنها مفتاح كل خير، ومن تمام التوبة وكمالها الإكثار من الحسنات الماحية والتي من أكبرها البر بوالديك مهما حصل منهما، وكذلك الوفاء بعهودك، واعلم أن والدك قد أخطأ ولكن من حيث يريد الإحسان، فإن الوالد يريد أن يرى ولده في أرفع المنازل، فإذا لم يجده كذلك غضب عليه وعاقبه.

ونحن في الحقيقة نود أن تقترب من والدك وتحاول أن تُشعره بحبك له، واحرص على بره فإنك تؤجر على ذلك، كما أن البر بالوالدين من أهم عوامل النجاح بعد توفيق الكريم الفتاح.

ولست أدري ما هي علاقتك الآن بالالتزام وبالقرآن؟ وهل تركت شرب الدخان والخمور؟ لأن الإجابة على هذا السؤال مهم جدّاً، وهي المؤثر الأكبر في حياتك، فإن هذه المنكرات سبب للخذلان.

وقد أسعدني نصحك لابنة عمك، وأرجو أن تكون قد نصحت لنفسك، وبنت عمك من عرضك، ويهمك أمرها خاصة وقد انتظرتك أربع سنوات ولا ذنب لها في جريمة أختها.

وأرجو أن تهتم بإكمال دراستك بنجاح؛ لأنها المفتاح لما بعدها، بل إنني لا أملك تفسيراً لتهرب والدك منك في موضوع الزواج إلا لهذا السبب، والنجاح في الدراسة يحتاج إلى بذل الأسباب ثم التوكل على الكريم الفتاح، والمواظبة على طاعة الله وذكره في المساء والصباح، والتوجه إلى من بيده الفلاح، والبعد عن أهل الغفلات والمنكرات، فإن الإنسان يحرم الرزق بالذنب يصيبه.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تكتب إلينا بعد تحقيق النجاح حتى نشاركك التفكير في مسألة تأسيس بيت الزوجية، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً