الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المواظبة على دواء اللوديوميل للخروج من مرض الاكتئاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم من كل قلبي على تعاونكم الدائم معنا، فأنتم العون والسند في المحن أدامكم الله.

سؤالي: أعاني من الاكتئاب، وقد انتكست مرتين خلال سنتين، وذلك عندما كنت أتوقف فجأة عن تناول اللوديوميل بسبب السمنة الحاصلة لي بسببه، والآن أتناول عقار اللوديوميل عيار 50 حبة ليلاً، ومرتاحة عليه بعض الشيء، مع أنني حاولت تناول بدائل عنه ولم أفلح، ومنها السبراليكس حسب إرشاداتكم.

سؤالي: متى يتوجب عليَّ إيقاف العلاج وخاصة أنني انتكست مرتين؟ ولكم جزيل الأجر والثواب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً على ثقتك فيما تقدمه الشبكة الإسلامية.

إنه بما أنك قد أصبت بانتكاستين سابقتين بالنسبة لمرض الاكتئاب، فسيكون المطلوب منك في هذه المرة هو أن تواصلي على جرعة (اللوديوميل) لمدة ثلاث سنوات على الأقل، والجرعة التي تتناولينها – خمسون مليجرام – ليلاً حقيقة هي ليست بالجرعة الكبيرة، إنما هي جرعة ما بين الجرعة الوقائية والجرعة العلاجية.

إذن: فلا تنزعجي مطلقاً حيال سلامة هذا الدواء؛ لذا أنصحك بمواصلة العلاج لمدة ثلاث سنوات، وهي أقل مدة للوقاية من مرض الاكتئاب، والشخص الذي لديه تجارب سابقة وانتكاسات سابقة فلا مانع من أن يتناول الدواء لأطول مدة ممكنة، خاصة وأن هذا الدواء (اللوديوميل) من الأدوية السليمة جدّاً، وبعد انقضاء ثلاث سنوات أنصحك بأن تخفضي الجرعة إلى عشرين مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم خمس وعشرين مليجرام ليلاً يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم بعد ذلك يمكنك التوقف عنه.

أرجو ألا تنسي آليات العلاج الأخرى، فإن الاكتئاب يعالج عن طريق استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية، ويعالج أيضاً بالتفاعل الاجتماعي، والتواصل الاجتماعي، وإدارة الوقت، والاستفادة من الزمن بصورة جيدة، وممارسة الرياضة بقدر المتاح والمستطاع، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك)، فلا شك أن التمسك بالدين هو أيضاً من وسائل العلاج الطيبة والمتميزة والتي كثيراً ما يتجاهلها البعض، وعليك بالدعاء لنفسك، فكما قال صلى الله عليه وسلم: (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء)، وكما قال تعالى: (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ))[غافر:60]، فعليك بدوام الدعاء لنفسك بأن يفرج الله عنك ما تعانيه.

ونسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك كثيراً على ثقتك في الشبكة الإسلامية، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً