الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج ما يسمى بالشلل الفكري والشلل النفسي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما المقصود بالشلل الفكري والشلل النفسي؟
عندي كل شيء، ولكني عندما أصاب بمشكلة كبيرة فإني أصاب بنوع من الخرس الفكري والنفسي، بحيث أقف كالعاجز أو المشلول إزاء مشكلة تتطلب حلاً سريعاً.
مثال:
أرى مشاجرة فلا أتدخل.
أرى شخصاً ينزف ولا أتدخل وأقف كالمشاهد.
أرى طفلاً يبكي فلا أتحرك.
عندما أذهب لبيتي أحس بنوع رهيب من تأنيب الضمير والهم والغم، وعندما أقول لنفسي: لماذا لا تتدخلين؟ فتقول لي: إن نسبة ما أستطيع مساعدتهم هو واحد بالمائة فقط، وإذا ساعدتهم فإني أخشى الإساءة والشتم.
قال لي: إن نفسي لا تطيق الإساءة والإهانة، وإنني إنسان حساس أتألم من الكلمات ومن الناس.
الخلاصة: أنا إنسان أحب الاختلاط بالناس، ولا أحب التعرض للمشاكل معهم.
السادة المستشارون ما هو الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الصبور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما يعرف بالشلل الفكري أو الشلل النفسي هو حالة نفسية بسيطة يحس فيها الشخص فجأة أنه معطل جسدياً ونفسياً وفكرياً، ولا يستطيع الحراك، ولا يستطيع التفاعل مع الموقف، مع شعور عام بالتنميل، وربما قلة الإدراك في تلك اللحظة.

وهو نوع من الدفاع النفسي الجسدي السلبي، فيمكن أن نعتبره أحد الدفاعات الجسدية النفسية السلبية، وكما تفضلت يحدث هذا التفاعل في مواقف معينة يكون الإنسان مشغولاً على مستوى العقل الباطني لحماية نفسه وليس لحماية الآخرين.

وهنالك تفسيرات كثيرة لمثل هذه الحالة أهمها كما ذكرت لك أن التكوين النفسي الداخلي لمن يصابون بمثل هذه الحالة تكون لديهم هذه الدفاعات النفسية الداخلية التي تحسسهم أن هنالك خطراً سوف يقع عليهم إذا تدخلوا؛ ولذا يكون هنالك الانسحاب التام وعدم التفاعل مع الموقف.

هذه الحالات تحدث للأشخاص الحساسين، وكذلك الذين لديهم الميول العاطفي أو الوجداني في المواقف التي قد يتفاعل معها شخص آخر بقوة أو بشدة.

هذه الحالة تعالج بما يعرف بـ (السيكودراما)، وهي التعرض لتمثيل المواقف، وهذا العلاج النفسي لابد أن يكون عن طريق المعالج النفسي، وفيه يقوم المعالج بوضعك في مواقف تتطلب التدخل الفوري من جانبك، وعليك أن تقوم بتمثيل هذا الدور، وبالطبع يكون المعالج نفسه يلعب دوراً في مساعدتك للقيام بتمثيل الدور المطلوب منك، وهذه الجلسات العلاجية النفسية مفيدة جدّاً.

فعليك إذن أن تذهب إلى أخصائي نفسي – وليس لطبيب نفسي – وتحكي له هذه الصعوبة النفسية البسيطة التي تعاني منها، وتقول له أنك قد نصحت للعلاج عن طريق (السيكو دراما)، وهي تمثيل الأدوار، هذه هي الطريقة الوحيدة والطريقة المفيدة جدّاً للتخلص من هذه الحالة.

هنالك بالطبع نوع من التغيير الذي يجب أن تنتهجه، وهي أن تفكر في هذه المواقف وأن تحقر فكرة أنك لا تتدخل، فلا بد أن تجري حواراً داخلياً مع نفسك، فأنت تعرف هذه المشكلة تماماً، وعليه يمكنك أن تعيش في خيالك: أوضاع تكون أنت فيها عرضة لهذه المواقف التي تحس فيها بفقدان القدرة على التدخل، وبعد ذلك تقوم بتغيير موقفك وهو التدخل والتدخل السليم في الوقت المطلوب.

إذن عليك إجراء هذه التمارين الذهنية في الخيال بصفة يومية، وهذه التمارين تتطلب الجدية، وأن تجلس في مكان هادئ، ولا تشغل نفسك بأي شيء آخر، ولا بد لكل تمرين أن يستغرق عشرين دقيقة على الأقل.

أنصحك أيضاً بأن تكتب في ورقة عدة مواقف يحدث لك فيها هذا النوع من الشلل النفسي، ثم بعد ذلك قم بكتابة ما سوف تقوم به من تصرف إيجابي ينتهي بالتدخل، وعليك بتطبيق تمرين واحد يومياً وباستمرار، وبعد أن تنتهي من تطبيق التمرين تصور أن ما قمت به كان أمراً واقعاً وليس في الخيال؛ لأن ذلك سوف يساعدك في ما يعرف ببناء التحفيز أو التشجيع الداخلي، ويعرف أن التحفيز الداخلي يساعد كثيراً الإنسان لتخطي صعوباته.

هذا نوع من العلاج الذي يمكنك أن تمارسه وحدك، ولكن (السيكو دراما) هي المطلوبة.

نصيحتي لك أيضاً - لأنك سوف تستفيد كثيراً منها - أن تنضم لجمعيات العمل الخيري التطوعي، فمن خلال هذا العمل الجماعي سوف تبني في داخل نفسك مفاهيم جديدة لمساعدة الآخرين.

أنت بالطبع تريد مساعدة الآخرين دائماً، وتحب الناس، وتحب الاختلاط بهم، وهذا شيء إيجابي، ولكن حين تأتي هذه المواقف الصعبة نسبياً تمنعك من التدخل، وعليه فانخراطك في العمل التطوعي سوف يبني لديك مفاهيم المواجهة ومساعدة الآخرين بصورة فعلية، وسوف ينتهي وينقطع عنك تماماً هذا الشلل النفسي.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً