الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالات التوتر وضيق التنفس الناتجة عن الكبت الداخلي وكيفية علاجها

السؤال

السلام عليكم

أشكركم على هذا الموقع الجميل، وأتمنى أن تأخذوا استشارتي بعين الاعتبار وجزاكم الله ألف خير.

استشارتي كالآتي: لدي ابن عم يعاني من ألم شديد في منطقة الصدر، وصعوبة في التنفس إذا صادف أمراً أغضبه، أو موقفاً أزعجه، أو تعرض لمشكلة ما، والجهة اليسرى من الكتف واليد لا يستطيع تحريكها، وصعوبة شديدة بالتنفس، وبالكاد يتنفس، وأحياناً يسقط مغمى عليه، وعمره 23 سنة، أريد أن أعلم ما طبيعة مرضه بالضبط؟ وهل يوجد حل نهائي؟

لأنكم وكما تعلمون الحياة مليئة بالمشاكل، ومن منا ليس لديه مشاكل، وأريد أن أعلم هل الزواج خطير عليه؟

وشكراً لكم ولمجهودكم الرائع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأعراض التي يعاني منها هذا الأخ، والتي تتمثل في الآلام الشديدة في منطقة الصدر، وضيق في التنفس خاصة إذا أغضبه أمر ما، فإن هذه حقيقة هي حالة نفسية بحتة، والذي يحدث أن التوتر النفسي الداخلي يؤدي إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات الصدر وعضلات اليد، خاصة الجهة اليسرى، وكذلك عضلات الرقبة، وعضلات فروة الرأس، وعضلات القولون، وكذلك العضلات الموجودة أسفل الظهر.

هذه العضلات قابلة للتوتر والتقلصات الشديدة، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم قلق نفسي أو لديهم اندفاع زائد أو سرعة في الإثارة أو الغضب.

وحقيقة حتى الإغماء الذي يحدث لهذا الأخ هو نوع ما يعرف بالانشقاق التحولي، بمعنى أن الحالة النفسية تحولت إلى حالة جسدية ملفتة للنظر، لا نقول أن هذا الأخ بالطبع يمثل أو يدعي، ولكن هذا الأمر يتم التحكم فيه بواسطة اللاشعور أو العقل الباطني.

الذي أنصح به أولاً هو أن يعبر هذا الأخ عما بداخله، فكثير من الناس يسكت عن الأمور البسيطة التي لا ترضيه وهذا يؤدي إلى تراكمات؛ مما يؤدي إلى ظهور مثل هذه الأعراض، ويعرف أن النفس تحتقن كما يحتقن الأنف، إذن التفريغ النفسي هو من أفضل وسائل العلاج.

ثانياً: على هذا الأخ أن يمارس الرياضة، خاصة رياضة المشي أو الجري بصفة يومية، كما أن هنالك نوعاً من التمارين تعرف باسم (تمارين الاسترخاء) وهي تمارين للتنفس، وكذلك توجد تمارين استرخاءات عضلية، فيمكن لهذا الأخ أن يتحصل على أحد الأشرطة أو الكتيبات التي توضح كيفية القيام بهذه التمارين.

يأتي بعد ذلك تناول الأدوية المضادة للقلق، وهذا الأخ سوف يستفيد كثيراً من تناول الأدوية المضادة للقلق، ومنها عقار يعرف تجارياً وعلمياً باسم (موتيفال Motival) فيمكن أن يتناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم يرفع الجرعة إلى حبة صباحاً ومساءً لمدة أربعة شهور، ثم يخفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم يتوقف عنها.

وهنالك عقار آخر يعتبر عقارا بديلاً للموتيفال، ويسمى تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol ) ويسمى علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol) وجرعته هي نصف مليجراما – حبة واحدة – صباحاً ومساءً لمدة ستة أشهر، ويمكن بعد ذلك أن تخفض إلى حبة واحدة في اليوم لمدة شهرين، ثم يمكنه التوقف عن تناوله.

هذا الأخ بالطبع يحتاج أن يستثمر حياته وأن يستثمر أوقاته فيما هو مفيد، وأن يضع أهدافاً لحياته، وأن يجعل لحياته معنىً، فإن هذه كلها أمور ضرورية، وعليه أيضاً أن يتواصل اجتماعياً، فإن هذا أيضاً فيه فائدة كبيرة له.

وحقيقة الزواج ليس خطيراً أبداً في مثل حالة هذا الأخ، بل على العكس تماماً عليه أن يقدم على الزواج فإن هذا سوف يجعله يشعر بالمسئولية، والزواج سوف يصرف حقيقة انتباهه عن هذه الأعراض التي هي في الأصل نفسوجسدية.

أسأل الله له الشفاء والعافية، وجزاك الله خيراً على اهتمامك بشأنه، وكل عام وأنتم بخير.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً