الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التردد في قبول خطبة شاب متدين بسبب نحافتي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

تقدم لخطبتي شاب فقير لكنه على خلق ودين -والحمد لله- لم يستطع أهلي رده لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه، إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض...).

المشكلة أن هذا الشاب وسيم جداً، وأنا فتاة نحيلة جداً -نحافة لم أجد لها حلاً- وهو متمسك بي جداً، ويقول: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).

أنا صرت أخجل من شكلي وأفكر في رد هذا الخاطب لا رفضاً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن رأفة بهذا الشاب.

جزاكم الله عنا خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن العبرة ليست بالنحافة ولا بغيرها؛ لأن التلاقي يحدث للأرواح، فهي جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وإذا كان الشاب صاحب دين وأخلاق وارتضاه أهلك وقد وهبه الله جمالاً مع الدين فنحن لا ننصحك بتفويت الفرصة.
أما مشكلة النحافة فكثيراً ما يكون علاجها في الزواج، لما فيه من راحة نفسية، ولأن جسد المرأة يحصل فيه تغيرات كبيرة استعداداً للمرحلة الجديدة مرحلة الحمل والرضاع والأمومة.

وأرجو أن تتذكري أن هذا الشاب شاهد مئات الفتيات ولكنه وجد في نفسه ميلاً إليك، وأنه سوف يكون سعيداً جدّاً بقبولك به ورضاك بالزواج منه.

والحقيقة نحن نرفض قولك "أخجل من شكلي"؛ لأن هذا الانزعاج له آثار سالبة، بل ربما كان أهم أسباب النحافة؛ لأن الناحية النفسية غاية في الأهمية، كما أن هذا الشاب ما جاء ليطلب يدك إلا لأنه وجد فيك ما يدعوه لذلك، والإنسان ليس بشكله ولكن بروحه وأخلاقه ودينه، وجمال الأجساد عمره محدود أما جمال الروح فعمره بلا حدود، كما أن جمال الجسد عرضة للزوال، أما جمال الأخلاق والدين فإنه يبقى ويمتد.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وهنيئاً لمن وجدت صاحب دين ارتضاه أهلها، والفقر لا يعتبر عيباً، وشكراً لله ثم لك ولأهلك لعدم تركيزكم على هذا الأمر، وقد كان سلف الأمة يلتمسون الغنى في النكاح، يتأولون قول ربنا الفتاح: ((إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ))[النور:32]، وذلك لأن الرجل يشعر بالمسئولية فيجتهد ويعمل، ولأن المرأة تأتي برزقها، ولأن طعام الاثنين يكفي الأربعة، ولأننا نُرزق بضعفائنا بذكرهم وصلاتهم وإخلاصهم.

ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير، وأن يمتعك بالعافية في البدن، وأن يلهمك الرشاد والسداد.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً