الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حقيقة الحب في الله بين الشاب والفتاة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت في إحدى الدورات التدريبية وتقابلت مع شاب حقيقة لم نتكلم مع بعض كثيراً ولكني لاحظت عليه أنه يهتم بالصلاة في وقتها، وكلامه كله حول الدين فقصدته في خدمة في نفس مجاله، وهو من تبرع إلي أن يقدم لي هذه الخدمة وأخذ رقمي وأفادني فيها.

ولكنه ظل يراسلني خصوصاً بعد أن عرف أنني شارفت على ختم القرآن، وكلها رسائل توصي بتقوى الله، فقلت له: هل هذه الرسائل جائزة من الناحية الشرعية؟ فقال لا شيء فيها، وهو يعتبرها (حباً في الله)، فهل الحب في الله بين الشاب والفتاة حلال؟ وهل أقطع علاقتي به؟ وهل رسائلنا في رمضان تفسد الصوم أو تجرحه؟ أفيدوني شرحاً وافياً لأني لمست فيه أنه شاب ذو خلق ودين، والنفس أحياناً تميل إلى غير ذلك، فأفيدوني جزاكم الله خيراً في أقرب وقت ممكن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Duha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن استشارتك تدل على خير في نفسك، ونسأل الله لك وله الحفظ والسداد، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن ينفع بك وبه البلاد والعباد، وأنا سعيد بإعجابك بصاحب الدين، وسعيد بمساعدته للفتاة المتدينة، ولكن أدعوك إلى جعل هذه العلاقة شرعية ومعلنة، فإذا لم يكن ذلك ممكناً فلابد من التوقف السريع؛ لأن الشيطان يستدرج ضحاياه، وليس في الاستمرار في التواصل مصلحة لأحد، ومثل هذه العلاقات تضعف ثقة الأهل في الفتاة، وتُفقدها مكانتها عند الشاب، وليس فيها مصلحة لأحد لأن مثل هذه العلاقات تقوم على المجاملات وإظهار الإيجابيات دون السلبيات.

ولا شك أن الرسائل المشتملة على نصائح لا تفسد الصوم، وللصوم مفسدات معلومة ومحددة، لكن مثل هذه الرسائل لا تقبل شرعاً ولا تؤمن عواقبها، والإنسان لا يملك قلبه، والإسلام لا يرضا بعلاقة لا تنضبط بأحكام الشرع ولا يقبل بعلاقة لا تنتهي بالزواج؛ لأنه لم يُر للمتحابين مثل النكاح، كما أن مثل هذه العلاقات تشوش على الجميع، فقد تتعلق الفتاة بشاب ثم تتزوج بغيره فتعيش في تناقض وحسرات، وقد يحصل مثل ذلك للشاب أيضاً، وحتى لو حصل رباط فإن الشيطان يأتي للشاب ويقول: (كيف تثق فيها ربما كانت لها علاقات مع غيرك؟)، ويأتي للفتاة فيقول: (كيف تثقين في شاب كلمك دون علم أهلك ودون أن تكون بينكما رابطة شرعية ولا محرمية؟ وما المانع أن يكون من النوع الذي يكلم الفتيات)؟

وإذا كان حباً في الله فلماذا أنت دون بقية الصالحات؟ ولماذا هو دون بقية الشباب؟ والإثم ما حاك في الصدر وكرهتم أن يطلع عليه الناس، وهذه وصيتي لكم بتقوى الله ثم بضرورة وضع هذه العلاقة في إطارها الشرعي، وعليه إن كان معجباً بك بطرق باب أهلك وإلا فعليه أن يبتعد عن طريقك.. ونسأل الله أن يقدر لك وله الخير ثم يرضيكم به حيث كان.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً