الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نسيان تناول الدواء في وقته المحدد ومدى تأثير ذلك يؤثر على فعالية العلاج والبناء الكيميائي

السؤال

السلام عليكم
سؤالي:
أنا أتناول دواء سيبراليكس 20 مليجراماً لمدة سنة منذ 24 يوليو، لكن حدث لي أن نسيت أخذ العلاج ليوم واحد فقط، حدث لي لأكثر من مرة يمكن مرتين أو ثلاث، لكن لا تتجاوز فترة النسيان 48 ساعة، أي أتناولها للموعد القادم على حسب تعليمات النشرة، يعني: أنه تم أخذ 20 مليجراماً لفترة 48 بدل من 24 ساعة في حالتين أو ثلاث.

السؤال: هل هذا يؤثر على فعالية العلاج وعلى البناء الكيميائي؟ وما الحل لو حدث ذلك مستقبلاً؟

أرجو الإسهاب في الإجابة.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن المبدأ العام هو ضرورة أن يتناول الإنسان الدواء بجرعته الصحيحة، وفي وقته الصحيح، وللمدة الصحيحة، وأنت – الحمد لله – ملتزم لدرجة كبيرة جدّاً بتناول الدواء، وما حدث لك من نسيان مرتين أو ثلاثاً ولمدة ليست بالطويلة، لن يكون له - إن شاء الله تعالى – أي أثر سلبي.

البناء الكيميائي يحدث خلال الشهرين أو الثلاثة في بداية العلاج، ولذا تعتبر هذه هي الفترة الحرجة – أي: فترة البدء في العلاج – وإذا نسي الإنسان الدواء في هذه الفترة الحرجة، أو لم يتناوله بانتظام، فإن هذا ربما يؤدي إلى بعض السلبيات، أما نسيان الدواء بعد أن تتحسن الحالة، وتستقر الأمور، ويكون البناء الكيميائي اكتمل، وتبقى فقط عملية مواصلة هذا البناء الكيمائي من أجل الوقاية، والمزيد من التحسن، فهنا - إن شاء الله تعالى – لا توجد آثار سلبية.

أرجو إذن أن تطمئن، وحقيقة السبرالكس Ciprale بالرغم من أنه لا يتمتع بإفرازات ثانوية كثيرة؛ لأن هنالك بعض الأدوية لها إفرازات ثانوية تقوم بعمل الإفرازات الأولية، فعلى سبيل المثال عقار بروزاك Prozac ، يتميز بأن المشتق الرئيسي يؤدي إلى إفراز مشتق ثانوي يحمل نفس سماته، ويظل المشتق الثانوي لمدة سبعة إلى عشرة أيام في الدم، وفي هذه الحالة لو لم يواظب الإنسان بدقة على تناول البروزاك، فلا توجد مشكلة كبيرة، خاصة إذا كانت حالته مستقرة؛ لأن الإفراز أو المشتق الثانوي سوف يقوم بمهام المشتق الأساسي، وفي حالات السبرالكس لا يوجد مشتقات ثانوية كثيرة، فقط هنالك مشتق ثانوي بسيط وهو ضعيف، يعني أن الإنسان من الضروري جدّاً أن يواظب على تناول الدواء، وفترة ثمانية وأربعين ساعة إلى اثنتين وسبعين ساعة ليست مشكلة إذا لم يتناول الإنسان الدواء في هذه الفترة، ولكن إذا طالت المدة عن ذلك، فهذا سوف يؤدي إلى تبعات سلبية، وسوف تظهر على الإنسان بعض الأعراض الانسحابية خاصة الشعور بالدوخة، وربما القلق وفقدان التوازن نسبياً.

هذه ربما تحدث كما ذكرت لك إذا كانت فترة الغياب عن تناول الدواء اثنتين وسبعين ساعة أو أكثر.

إذن: أنت - الحمد لله - لم ولن تحدث لك هذه الأعراض؛ لأن المدة التي غبت فيها عن الدواء ليست طويلة، ولكن بالطبع أرجوك لا تكررها، وكن حريصاً على تناول الدواء، وسوف يكون من الجميل جدّاً أن تثبت وقتاً معيناً لتناول الدواء؛ لأن هذا هو الأفضل دائماً، أو اربط تناول الدواء بمهمة أخرى لابد أن يقوم بها الإنسان، فعلى سبيل المثال قبل النوم أو بعد صلاة العشاء أو هكذا؛ لأنك إذا ثبت الدواء وربطته بنشاط آخر، أي: بفعل شيء لابد أن تفعله، فهذا إن شاء الله تعالى يقوي من فرص انتظامك على الدواء بصورة صحيحة.

نسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد، وجزاك الله خيراً على سؤالك وتواصلك مع الشبكة الإسلامية، وكل عام وأنتم بخير، وتقبل الله طاعتكم.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً