الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما رأيكم بعلاقة الفتاة مع الشاب عبر النت تحت مسمى الأخوة والمساعدة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تعرفت على فتاة عن طريق المنتديات، وبدون شرح للتفاصيل، فحديثنا غالباً ما كان يحمل فائدة إلى أن أصبحت مثل أختي، ولأننا لا نجد من نتحدث إليه لينصحنا سواء كان أباً أو أماً أو أخاً أو أختاً فكنا نحل لبعضنا بعض المشاكل التي تواجهنا، ومنذ أن تحدثنا مع بعضنا البعض إلى الآن فكل حديثنا هو الكتابة على الماسنجر، فلم أسمع صوتها، ولم أرَ صورتها إطلاقاً، ولم نتطرق إلى هذا الأمر نهائياً، لأننا نحترم بعضنا كثيراً، ونضع مخافة الله نصب أعيننا.

كنا نعلم أننا سنفترق لأي سبب من الأسباب، سواء لارتباطي أو ارتباطها أو أي أمر آخر، ولكن هي الآن أصرت على قطع العلاقة، ولا تريد حتى أن نراسل بعضنا البعض عن طريق مسجات الأيميل، أي أنني أخبرها بوضعي أو أطمئن عليها كل فترة وفترة، وليس باستمرار، ولكنها مصرة على عدم الحديث معي؛ لأن ضميرها يؤنبها أنها تتحدث مع شاب، وحتى وإن كان محترماً والحديث معه بحدود، وتثق به وتعتبره مثل أخيها.

فاقترحت عليها أن أراسلها في حال أني كنت بحاجة لمساعدتها أو أمر كهذا، ولكنها أيضاً رفضت، ولا يوجد بيننا أي خلاف أو مشكلة، وهي تحترمني جداً، ومتألمة لأنها سوف تقطع العلاقة، ولكن مصممة على ذلك.

ساعدوني ماذا أفعل؟ أريد أن أساعدها، ولكنني بنفس الوقت أعتبرها أختاً بحق، وأحتاج لنصائحها كثيراً وهي كذلك، فماذا نفعل؟ وأقنعوني إن كان لابد من إنهاء العلاقة.

وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن إنهاء العلاقة هو الصواب، والاستمرار في العلاقة فيه مخالفة لهدي الرسول وأنوار الكتاب، والفتاة تتضرر من مثل هذه العلاقة أكثر من الشباب، فاحترم رغبتها وابتعد عنها وأشغل نفسك بطاعة الوهاب.

ولا شك أن الصعوبة التي تجدونها عند قطع العلاقة من أكبر الأدلة على أهمية قرار التوقف؛ لأن الاستمرار يولد الأتعاب، ومعاناة اليوم أيسر من الآثار التي قد تحدث في حال التمادي والاستمرار، والإنسان لا يملك قلبه، ومثل هذه العلاقات تشوش على الإنسان حتى بعد الزواج، فقد تتعلق الفتاة بشخص وتعيش بجسدها مع آخر، وقد يتذكر الرجل تلك المعاملة الطيبة فيزهد في حسن التعامل مع أهله، والسلامة لا يعدلها شيء، ومن هنا يتضح لنا أن الصعوبة التي تجدها في نفسك هي أكبر وأهم دوافع قطع العلاقة نهائياً.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بضرورة الإسراع في قطع هذه العلاقة دفعاً للريبة عنك وعنها، واعلم أن الشيطان لن يترككم، وكثير من الشباب كانت بدايتهم بهذه الطريقة ثم حدث الانحراف أخيراً، والشيطان يستدرج ضحاياه، فاتق الله في نفسك وفي تلك الفتاة، واحرص على طي هذه الصفحة، ولا تؤسس أي علاقة مع الفتيات إلا وفق الضوابط الشرعية، والرجل لا علاقة له بالبنات إلا في إطار الزوجية أو المحرمية.

وإذا أعجبتك فتاة فاطرق باب أهلها، فإذا حصل التوافق والقبول فأكمل المراسيم وفق الأحكام الشرعية، ونسأل الله أن يقدر لك ولها الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً