الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوساوس التي تصيب الزوج تجاه سلوك زوجته نتيجة علاقته القديمة غير السوية

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوج منذ عامين، وقد أنجبنا - والحمد لله - ولكنني أعاني من الشك والوساوس من خيانة زوجتي لي لأنني كنت قبل الزواج كثير العلاقة بالفتيات ومقابلة الكثير منهن، فهل هذا عقاب من الله؟
علماً بأن امرأتي متدينة وتعرف ربنا، ولكنني كثير الشك والوساوس من كل شيء، حتى أنني أتأكّد كثيراً من غلق الأبواب مرة وأكثر، فبماذا تنصحونني أثابكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإننا ننصحك بأن تتعوذ بالله من الشيطان، وواظب على ذكر الرحمن، ولا تظهر لزوجتك ما كان عندك من العصيان، وابتعد عن اتهامها بالسوء والبهتان، واصدق في توبتك للملك الديان، ومرحباً بك في موقعك بين الآباء والإخوان.

وأرجو أن تتذكر أنك اخترت صاحبة الدين والأخلاق، وقد اخترتها لطهارتها، ولا تظن أن ما فعلته بالأمس من الضروري أن يحصل لزوجتك تحديداً، والله سبحانه يعفو عنك ويصون عرضك إذا علم منك الصدق في التوبة، وإذا كان العلماء قد قالوا: (الزنا دَين)، وقال الشافعي رحمه الله:

من يزنِ يزن به ولو بجداره *** إن كنت يا هذا لبيباً فافهم.

فإن الوفاء لا يكون من الأتقياء وإنما يحصل مع من تسلك سبيل الغواية والهوى من قريباتك إذا قدر الله، وهذا تنبيه لكل من يظن بمن حوله السوء لكونه كان يمارس العصيان والعدوان.

وأرجو أن تعلم أن زوجتك سوف يحميها الله بإيمانها وعفتها ودينها، ولن تكون الحماية بالأبواب أو بغيرها، مع ضرورة أن تدرك أن ما يحصل لك من الشيطان الذي همه أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم إلا بشيء قدره وكتبه مالك الأكوان.

وهذا شأن هذا العدو من كل تائب إلى الله، ولكنه سوف ينصرف عنك مخذولاً إذا وجد عندك الصدق في التوبة، فعامله بنقيض قصده، وجدد التوبة كلما ذكرك بالماضي، وأكثر من الاستغفار والأذكار فإنها أشياء تغيظ الشيطان وتحرقه، فإن هذا العدو يحزن إذا تبنا، ويندم إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا، فحقق عداوته بطاعتك لربك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأحسن الظن بأهلك وتوكل على ربك، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالك، ومرحباً بك مجددّا.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً