الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتمنى إكمال الدراسة في الفيزياء لكنها لن تنفعني في مجال عملي، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا رجل مهندس، أملك حسّاً وذكاء تحليليّاً، وأحب طرح الأسئلة: (لماذا وكيف)، وأعمل عملاً إداريا في منصب رئيس قسم، ولكني لا زلت أحب الدراسة - قد يكون حنينا لأيام الجامعة - ولدي أكثر من مجال أحبه وبشدة، وتمنيت دراسة العلوم الشرعية لكي تفيدني في آخرتي بجانب حبي لها، ولكن ما أهواه ويشدني للقراءة فيه هو الفيزياء، وأتمنى إكمال الدراسة فيها لكنها لن تنفعني في مجال عملي الذي يحتاجني بشدة، وقد فكرت في إكمال الماجستير في الإدارة، والتي هي أقل من سابقاتها في الهواية، وأجد نفسي حائرا ومتذبذبا، والعمر يمضي ولم أقرر فساعدوني.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو رزان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن المشاعر التي تجدها في نفسك والأسئلة التي تتردد في ذهنك دليل على أنك صاحب موهبة، فاشكر الله على نعمه، واعلم أن أمتنا تحتاج إلى التخصصات الدقيقة في مجال الفيزياء وغيرها من العلوم التي تتكئ عليها حضارة اليوم، والتي كان لعلماء الإسلام الدور الأعظم في اكتشافها وتطويرها.

ويؤسفنا أن العدو قد استيقظ حين نمنا نحن، والعالم ينتظرنا لنقوده بحضارة القيم بعد حصول الدمار والخراب، الذي كان السبب فيه هو بعدنا عن القيادة وتقصيرنا في حمل الرسالة والأمانة.

ولا يخفى على أمثالك أن العلم عميق بحره، كما أرجو أن تعلم أن الإنسان يستطيع أن يبدع وينفع في المجال الذي يجد في نفسه ميلا إليه، فلا تتردد في المضي قدماً في طريق التعليم العالي، ونحن نفضل الاهتمام بدراسة الفيزياء لأنك تحبها أكثر، وهذا مقياس ممتاز لاختيار المجال الذي يصلح للإنسان.

ونحن نتمنى أن تواصل الدراسة وأن تكثر من القراءة في علم الفيزياء لحاجة الأمة إليه، مع ضرورة أن يكون عندك من العلم الشرعي ما تصحح به عقيدتك وعبادتك وتعاملك مع الناس.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بعدم التوقف عن طلب العلم، والتأهيل للعلم مفيد للفرد والأمة، لكن فوائده تكثر وتكبر إذا صادف الحاجة الحقيقية للأمة.

وأرجو أن تبدأ مسيرة الطلب، شريطة أن تصحح النية وتبذل المجهود، ثم تتوكل على ربنا الودود، نسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً