الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رهاب المرض والآثار السلبية المترتبة عليه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ أربعة أيام أحسست بألم في قلبي ودوخة بسيطة عندما أتحرك، وقد ذهب الألم الذي في قلبي، لكن الدوخة ما زالت مستمرة بشكل يسير، بالإضافة إلى ضيق بسيط في التنفس.

علماً بأني كنت أعاني قبل شهرين من رهاب المرض، فكنت أخاف من الأمراض أشعر بوخز بالقلب وصداع وضيق بالتنفس، وقد أجريت تحاليل شاملة فكانت كلها سليمة، فهل توجد علاقة بين رهاب المرض والأعراض التي أحس بها؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملامح خجولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الأعراض التي ذكرتها وهي ألم في القلب - وتعني به انقباضات عضلية في منطقة الصدر - والشعور بالدوخة هي من أعراض القلق النفسي، والقلق النفسي له مكونات نفسية وله مكونات جسدية، والدوخة هي من المكونات الجسدية، خاصة إذا كانت توجد خلفية مخاوف من المرض أو وساوس قهرية، وقد تحسنت حالتك الآن بدرجة كبيرة - ولله الحمد - وهذا شيء رائع.

وأما عن العلاقة بين المرض والأعراض التي تحسين بها، فيعرف أن أعراض الرهاب أو الخوف من المرض إذا اختفت فإنه يظل جزء بسيط في العقل الباطن، والعقل الباطن هو مخزن كبير نضع فيه ما هو جميل وما هو قبيح، وحين تأتينا استشعارات نفسية داخلية معينة يخرج العقل الباطني ما هو قبيح أو ما هو جميل حسب نوعية التفاعل النفسي الذي نتفاعله، والذي أعتقده أن هذه مؤشرات بسيطة من العقل الباطني لأعراض القلق وبقية من أعراض الرهاب.

إذن هناك صلة بين المرض والأعراض التي تحسين بها، وأرجو أن تعلمي أيضاً أن الرهاب الاجتماعي أو المخاوف المرضية هي في الأصل نوع من القلق، وهذا يفسر كل الأعراض التي تعانين منها، وأرجو أن تطمئني اطمئناناً كاملاً ولا تشغلي نفسك أو تنزعجي لهذا الأمر.

وسيكون من المفيد لك ممارسة تمارين رياضية في داخل المنزل، ولا بأس أيضاً من أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق، وهذا الدواء يعرف ويسمى علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجارياً باسم (بروزاك Prozac)، فأرجو أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة (نصف مليجرام) يومياً لمدة أسبوعين، ثم ارفعي الجرعة إلى حبة صباحاً وحبة مساء لمدة شهر، ثم خفضيها إلى حبة واحدة في اليوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

ويجب أن تتذكري دائماً أنك بخير؛ لأن التحسن وتذكر التحسن يؤدي إلى مزيد من التحسن، وذلك استناداً على نوع من التحفيز الداخلي، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، نسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً