الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شاب يريد إصلاح خطئه مع فتاة كان يريد الزواج بها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عشت كثيراً من سنوات عمري في ضياع، فقد كنت أدرس في روسيا وعدت من هناك بعادات سيئة وعلاقات مع الفتيات، وقد تعرفت على فتاة أعجبت بها وأحببتها وأردت خطبتها لكن دخل الشيطان بمدخل التعارف لعلها لا تكون تلك فتاة الأحلام، فتعرفت عليها وصرنا نخرج معاً بعدما أخبرتها بمقصدي الشريف، ولكن شبح الماضي ظل يطاردني ويريني بها ما كنت أراه من غيرها من البنات، وهو عدم الإخلاص والخيانة.

وأخذت أسأل عن الفتاة ولم يُجمع من سألتهم على حسن أخلاقها، وعرفت بمحض الصدفة أن صديقتها المقربة هي أسوأ فتاة بالمنطقة سلوكا وأخلاقا، وبدأت بإعادة حساباتي ووقفت في مفترق طريقين، أحلاهما مُرٌّ، فإما أن أتركها وهذا صعب لأني شغفت بحبها، والآخر أن أتزوجها وهذا أصعب.

وجاء الشيطان مهرولا ليدلي بدلوه، فأشار علي بأن نُبقي علاقتنا دون زواج، ولأن إيماني ضعيف وافقته فأخذت المشاكل تزداد بيننا، وتارة يصحو ضميري فيؤنبني وأكاد أرتدع، وتارة أخرى يغط في نوم عميق، وفي أحد أيام رمضان صليت ودعوت لي ولها وعزمت على إنهاء العلاقة، فحدثت مشادة كلامية بيننا وانتهزتها فرصة وقطعت العلاقة وتقطع معها قلبي.

وقبل يومين بعثت لي برسالة تدعو علي فيها وتسبني وتشتمني، وذكرت أنها ستذهب للعمرة كي تدعو علي عند الكعبة، وقد آلمني وجرح فؤادي ما قالت، أعلم بأني أخطأت منذ البداية وكنت أداة في يد إبليس، ولكني سأبقى أشك في تصرفاتها وأعمالها، وهذا سيسبب الكثير من المشاكل ويوصل إلى الطلاق بكل الطرق، فهل أخطبها أم أتركها؟!
أرشدوني وجزيتم خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك تشك في تصرفات جميع الفتيات، وهذا هو شأن كل من أسرف على نفسه بالمعاصي والموبقات، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يتوب عليك وأن يرفعك عنده درجات.

ونحن ندعوك أولاً إلى التوبة النصوح، ونحذرك من التمادي في الغفلات، وإياك والعبث بأعراض المسلمات، واعلم أن الله سبحانه يمهلك ولكنه لا يهمل، وأنه سبحانه يستر على الإنسان، فإذا لبس للمعصية لبوسها وتمادى في العصيان هتكه وفضحه وخذله، فإذا تبت ورجعت إلى الله فادعوا الفتاة إلى التوبة وابتعد عنها وعن غيرها، فإذا تابت ورجعت فلا تتردد في القبول بها.

واحرصوا على طي صفحات الماضي فإن التوبة تمحو ما قبلها، ونحن نتمنى أن يدعو كل منكما للآخر بدلاً من الدعاء عليه، وعليك أن تصلي صلاة الاستخارة ثم شاور من حضرك من أهل الخبرة والدين والدراية، ثم توكل على من بيده الخير والهداية.

ونحن نحذرك من التسويف في التوبة، واعلم أن سنوات الماضي ليست مبرراً للتمادي، مع ضرورة أن تكون علاقتك الجديدة معلنة وواضحة وشرعية، ولا تطلب يد الفتاة من الفتاة ولكن عليك بطرق باب أهلها، فإذا وجدت القبول والترحيب فاعلم أن خير البر عاجله، ومن حق أهل الفتاة أن يسألوا عنك، ومن حقك أن تسأل وتتعرف على أهلها.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه فإنه سبحانه يجيب من دعاه ويتوب على من تضرع إليه ورجاه، واعلم أن خير من تشاركك في الطاعة والحلال هي من كان معك في الغفلات والضلال إذا تبتم جميعاً، فلا بد من التصحيح والعودة إلى الطريق الصحيح.

وهذا فيه إصلاح لأخطاء الماضي شريطة أن تتمكنوا من طي صفحات الماضي؛ لأن التوبة تمحو ما قبلها، فلا تذكرها بماضيها وهي كذلك، ولكن من المفيد أن يتذكر الإنسان أخطاءه ليجدد التوبة، فإن ذلك يغيظ عدونا الشيطان.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً