الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التطلع لإكمال الدراسات العليا مع وجود العوائق المادية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاماً، ولم أتزوج بعد، وقد تخرجت من الجامعة منذ سنتين ولكني لم أحقق ما أطمح إليه، حيث لم أوفق في اختيار المسار الصحيح لمسيرتي العلمية، وقد أثر ذلك علي نفسياً وكان سبباً في تعاستي، رغم أني أتمتع بذكاء وحب للتعلم بفضل الله، وهذه مشيئة الله عز وجل ولا اعتراض على قدره.

وبعد أن تخرجت من الجامعة والتحقت بكلية الضباط تعرضت لإصابة بالغة في الركبة جعلتني لا أستطيع إكمال الدورة والتخرج، وأصبحت في نظر من حولي مجرد فاشل عديم المسئولية.

وأبحث الآن عن نفسي وعن تحقيق أحلامي وإثبات وجودي، خاصة أني لا يدعمني سوى والدتي - أطال الله في عمرها -، فهي الحافز الوحيد لدي والشخص الوحيد الذي يقف بجانبي.

علماً بأني خريج من قسم المكتبات والمعلومات وأرغب في إكمال الماجستير لقلة الفرص الوظيفية في هذا القسم في عالمنا العربي، وأريد أن أدرس في قسم يعتني بالتكنولوجيا كتقنية المعلومات أو نظم المعلومات أو تكنولوجيا المعلومات، فهل أستطيع إكمال الحلم؟ وهل توجد جامعات تقبل بي للدراسة، أم أذهب لسوق العمل وأكبت آمالي وطموحي؟!

أفيدوني وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو منيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأبواب مفتوحة لكل صاحب همه عالية، والإنسان يستطيع أن يحقق ما يريد إذا بذل الأسباب ثم توكل على الكريم الوهاب، فاترك التردد وسر في الطريق الذي تجد فيه نفسك بعد الاستخارة والاستشارة، فإنه لا يخفى على أمثالك أن الإنسان يسارع إلى صلاة الاستخارة عندما يحتار في معرفة وجه الصواب وجانب المصلحة، ويكون بذلك قد أراح نفسه، وعليه أن يعلن رضاه بقضاء الله وقدره.

ولا شك أنك أعرف بظروفك من الآخرين، فإذا كانت أسرتك لا تحتاج إليك فمواصلة الدراسة فيها خير كثير، والمجال الذي درسته سوف يكون لك فيه موقع ومكانة في الجامعة إذا واصلت الدراسة وتخصصت، فإن مكتباتنا تحتاج إلى كثير من التنظيم والفهرسة والترتيب، كما أن طلابنا بحاجة إلى هذا الفقه الهام لأنه عماد الدراسات المتقدمة في شتى المجالات.

وأرجو أن يعلم الجميع أننا نظلم أنفسنا، ونبتعد عن غايات العلم النبيلة عندما نجعل هدفنا من طلب العلم الوظائف والمظاهر.

ونحن ننصحك بعدم الوقوف عند العقبات والصعوبات، فإن السيل في جريانه إذا قابله الجبل لا يتوقف ولكنه يتحول عن الجبل ذات اليمين أو ذات الشمال ثم يمضي في سبيله، وقد تعرض عدد من الناجحين في طريقهم إلى عقبات لكنهم لم يقفوا عندها، بل جعلوها محطات واستفادوا من أخطائهم، والمؤمن لا يلدغ من الحجر الواحد مرتين، ومما يعينك على تحقيق مقصدك ما يلي:

1- اللجوء إلى الله فإن الخير بيديه.
2- بذل الأسباب ثم التوكل على الكريم الوهاب.
3- مشاورة أهل الخبرة والدراية.
4- البعد عن المعاصي فإنها سبب للخذلان.
5- مصادقة أصحاب الهمم العالية.
6- زيادة البر بالوالدة لتفوز بدعواتها.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالصبر والمثابرة، وقد أحسن من قال:
ألا بالصبر تبلغ ما تريد وبالتقوى يلين لك الحديد

نسأل الله لك الإعانة والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً