الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز الاتصال الهاتفي بمن يريد الرجل الزواج بها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أحببت فتاة عن طريق الهاتف، وقد شعرت بحبها الشديد لي من خلال كلامها معي في الهاتف، فأخبرتها أني أريدها زوجة بعد أن سألت عنها وعن أهلها، وقد تحدثنا مع بعض على الإنترنت بعلم أهلها.

بعد ذلك طلبت مني أن أكلم أهلها فتحدثت مع أخيها الأكبر وأخبرته بأنني أعمل خارج دولتي - علماً بأننا من دولة واحدة - وكان حديثي مع أخيها عن طريق الهاتف أيضاً، وبعد ذلك تحدثت مع عمي فذهب إليهم وتعرف عليهم وأعطاهم صوري، ولكن عمي غير راض، ويقول أنهم لم يهتموا به في ضيافتهم.

علماً بأني لم أر لها صورة حتى الآن، وطلبت من أخيها أن يرسل لي صورة لها فقال: لا مانع، واتفقت مع أهلي أني سأذهب لزيارتهم عندما تأتي إجازتي، وقد صليت صلاة الاستخارة، وأحسست بانشراح في الصدر، ولكن حالتي المادية لا تسمح لي بالزواج في هذا الوقت، فهل أكمل المشوار أم لا؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hassan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا مانع من إكمال المشوار بعد حصول الرؤية الشرعية، فإذا وجدت في نفسك ميلاً للفتاة ووجدت في نفسها ميلاً لك فلم يُرَ للمتحابين مثل النكاح، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

نحن نتمنى السيطرة على العواطف وإيقاف الاتصالات حتى تتمكن من زيارة أهلها لرؤيتها على الطبيعة، وعند ذلك من حق كل طرف أن يقرر ما يراه مناسباً، وذلك لأن موضوع الزواج أمره عظيم، وهو بيد الشاب والفتاة، فلا تترك قناعتك لكلام الآخرين واقصد طاعة رب العالمين.

لا تحاكم الفتاة على تصرف أهلها، وليس لأهل الفتاة أن يحاسبوك على كلام عمك، فإنه لا تزر وازرة وزر أخرى، مع ضرورة أن يحصل الاحترام المتبادل بين الأسر.

أرجو أن يعلم الجميع أن الصور لا تعطي إلا جزءاً من الحقيقة، وكذلك العلاقات بالهاتف والإنترنت لا تعطي الانطباع الكامل، ولذلك حرَّض النبي صلى الله عليه وسلم من خطب امرأة بأن ينظر إليها، ثم علل ذلك فقال: (فإنه أحرى أن يؤدم بينكما).

هذه وصيتي لكم بتقوى الله، وأرجو أن تحتكم في علاقتك إلى شريعة الله، وعليك بكثرة اللجوء إلى الله فإن الأمر بيد الله، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً