الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية علاج نوبات القلق والوساوس سلوكياً ومعرفياً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما هي نسبة التماثل للشفاء من القلق والوساوس مع استخدام الأدوية المناسبة؟ وما هي أفضل الطرق للعلاج السلوكي؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن مفهوم الشفاء في الطب النفسي يختلف بعض الشيء عن مفهوم الشفاء في الطب العضوي، فالشفاء في الطب النفسي قد يعني الأعراض بصورة تامة، وقد يعني أن يقبل الإنسان نفسه ويقبل الآخرين، وقد يعني التكيف والتواؤم مع الأعراض، فقد تكون الأعراض موجودة ولكن الإنسان يستطيع أن يتواءم ويتكيف معها، ولا تؤدي إلى أي نوع من التعطيل الاجتماعي ولا تؤدي إلى أي نقص في كفاءة الإنسان.

وبصفة عامة فإن نسبة الشفاء من القلق عالية، ويجب أن نأخذ في الحسبان المفاهيم التي وضحتها لك عن الشفاء، فنستطيع أن نقول أن سبعين إلى ثمانين بالمائة أو حتى أكثر من ذلك من مرضى القلق يمكنهم الشفاء من مرض القلق إذا اتبعوا الإرشادات والتحوطات العلاجية والسلوكية.

والوسواس القهري بالرغم من أنه نوع من القلق - وإن كان هناك خلاف حول هذا الأمر بعض الشيء - إلا أن نسبة الشفاء في الوساوس هي حوالي ثلاثين إلى خمسة وثلاثين بالمائة، خاصة إذا كانت الوساوس من النوع الشديد أو النوع المطبق، ولكن توجد نسبة أخرى وهي عشرون إلى ثلاثين بالمائة من الناس أيضاً يستطيعون التواؤم مع أعراضهم ويحدث لهم تكيف ولا تكون الأعراض معللة بالنسبة لهم.

هذا بالنسبة لاستخدام الأدوية مع القلق ومع الوساوس، ولكني أيضاً أحتم أن ضرورة تدعيم الأدوية بواسطة العلاج السلوكي يعتبر أمراً ضرورياً، كما أن استعمال الأدوية وحدها ليس جيداً؛ لأن الإنسان حين يتوقف عن الأدوية تحدث له انتكاسة في أغلب الأحيان، وأفضل طرق للعلاج السلوكي هي أولاً: أن يتفهم الإنسان حالته، هذا أمر ضروري، فالبعض لا يعتبر أن هذا من العلاج السلوكي ولكنه في نظري من العلاج السلوكي.

ثانياً: أن يعيد الإنسان تقييم حالته بصورة صحيحة وأن لا يقسو على نفسه وأن لا يكون هناك تهاون أو تهويل في الأعراض.

ثالثاً: يجب أن يتفهم الإنسان أن كل الناس تتعرض للقلق وكل الناس تتعرض للوساوس ولكن هناك من لا يعيرها اهتماماً، وهناك من يتخلص منها دون أن يشعر الآخرين بذلك، ويجب أن يقنع الإنسان نفسه (لماذا لا أكون أنا مثل الآخرين الذين تغلبوا على هذه الأعراض)، وهذا يسمى بالعلاج المعرفي وهو ضروري جدّاً، وهو يعني تغيير الفكرة.

وهناك نوع من العلاج السلوكي نسميه العلاج بالتعريض مع منع الاستجابة، وهذا نقصد به أن يتعرض الإنسان إلى مصدر قلقه أو خوفه أو وساوسه ولكنه لا يستجيب، أو يستجيب استجابة مضادة مخالفة، وهذا حقيقة له عدة أقسام وله عدة أجزاء.

والعلاج الاسترخائي أيضاً هو نوع من العلاج السلوكي، وممارسة الرياضة هي نوع من العلاج السلوكي، والتواصل الاجتماعي والتفاعل هي أيضاً نوع من العلاج السلوكي، وليس أكثر من ذلك.

وختاماً: نشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً