الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما مقاييس الحب الحقيقي؟

السؤال

أنا فتاة مخطوبة منذ فترة طويلة، وأريد أن أعرف كيف أتأكد من أن هذا الرجل يحبني، فما هي مقاييس الحب الحقيقي؟ وكيف أعرف أن حبه صادق؟

أفيدوني من خبرتكم الوفيرة.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ دينا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يبارك فيك، وأن يُكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يبارك لك في خطيبك، وأن يجعله عوناً لك على طاعته، وأن يرزقك منه الذرية الصالحة، وأن يجمع بينكما على خير عاجلا، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الذي تطلبينه ليس مطلوباً؛ لأن الخطبة ليس معناها الزواج، وإنما هي وعد بالزواج، فهذا الرجل يبقى أجنبياً عنك وتبقين أجنبية عنه، والكلام بينكما لابد أن يخضع للضوابط الشرعية الدقيقة ولا يجوز له أن يختلي بك، ولا أن يجلس معك، ولا أن يصافحك باليد، ولا أن يقبلك، ولا أن يخرج معك في أي فسحة أو غير ذلك، فهذا كله حرام شرعاً.

والمحبة لا يمكن قياسها إلا في ظل الشرع، والنظر إلى صلاحه يكون من حيث الضوابط الشرعية العامة، ويأتي الحب مع الاستقامة والمعاشرة الطيبة، ويأتي مع حسن التعامل والتقارب والتواصل، وأما الآن فمن أين يأتي الحب والرجل لم ير منك إلا الظاهر ولم يحتك بك احتكاكاً قوياً، ولذلك فأنت لست مطالبة أن تعرفي الآن هل هو يحبك أم لا؛ لأن هذا لا يقدم ولا يؤخر، وإنما عليك أن تعرفي هل هو زوج مناسب أم لا، هل به المواصفات الشرعية أم لا.

وقد يكون الرجل لا يحب المرأة ولكنه لا يظلمها وإنما يعاملها بالمعروف، والمرأة قد لا تحب الرجل ولكنها لا تقصر في خدمته، وكثير من حالات الزواج التي تمت عبر تاريخ الناس لم تكن كلها قائمة على الحب، وإنما كانت قائمة على التفاهم ومراعاة المشاعر وتقديم حقوق الآخرين وعدم هضم حقوق الآخرين، ولذلك طلب النبي عليه الصلاة والسلام شروطاً إن توافرت فهو رجل مقبول وسيكون موفقاً، وستكونين سعيدة معه بصرف النظر عن الحب أو غير الحب، فقال صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).

فما دام هذا الأخ صاحب دين وخلق فلا تشغلي بالك بالجانب العاطفي لأنه سيأتي بإذن الله بعد الزواج، وأهم شيء أن يكون صاحب خلق ودين، والحب والتعلق القلبي يأتي بعد الزواج.

والمهم أن يكون مطابقاً للمواصفات الشرعية (الدين والخلق)، وأن يكون قادراً على الإنفاق على الأسرة، فإذا توافرت هذه الشروط فاعلمي أنك ستكونين من أسعد نساء الدنيا وستأتي المحبة والتعلق القلبي بعد ذلك بإذن الله، لأنك ستكونين حريصة على إكرامه، وهو سيكون حريصاً على إكرامك، وبهذا الجو الطيب الرائع ستنبت نبتة المحبة الرائعة وتضفي عليكم سعادة وسروراً وأمناً وأماناً واستقراراً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً