السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تقدمت لخطبة فتاة منذ أكثر من عام، وتم عقد زواجي عليها منذ شهرين ولله الحمد، وهي طالبة في كلية العلاج الطبيعي في الفرقة الثالثة، وأقضي آخر أيام في تجنيدي، وسأبدأ بعدها العمل كمهندس إنشائي بإذن الله.
وعندما اتفقنا على الزواج كان الاتفاق أن البناء يكون بعد إنهاء الفرقة الرابعة وقبل عام الامتياز، ولكني بدأت أشعر بصعوبة ذلك؛ لأن معناه أنني سأنتظر أكثر من عام ونصف آخر، وأنا أحبها جداً وأريد إتمام الارتباط والاستعفاف بزواجي منها، وربما أستطيع أن أكون جاهزاً مادياً بعد إنهائها الفرقة الثالثة.

وفي هذا الحال تقف أمامنا مشكلتان، الأولى: التوفيق بين دراستها الصعبة والعملية والبيت، وثانياً مسألة الإنجاب، خصوصاً أني أسمع كثيراً أن وسائل منع الحمل تضر بالفتاة التي لم تلد بعد، وأما الوسائل الطبيعية كالعزل والواقي ونحوه فلا أريدها وفي نفس الوقت ليست مضمونة.

فنحن بين نارين: نار الصبر والشوق والمجاهدة حتى تنتهي دراستها، ونار انشغالها بالدراسة عن بيتها أو ببيتها عن دراستها، والمشاكل التي قد تترتب على ذلك، خاصة في حال الإنجاب.

علماً بأني لا أستطيع الانتظار، وهي توافقني على ذلك، وفي نفس الوقت كل منا يخشى أن يظلم الآخر في حال إتمام زواجنا أثناء الدراسة، فهي تخشى أن تظلم بيتها وزوجها، وأنا أخشى أن أظلمها في دراستها، فبم تنصحوننا؟ وأيهما برأيكم أفضل؟ أرجو دعمي باقتراحات وتوجيهات نستطيع بها تذليل هذه الصعاب.

وجزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معتز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن خير البر عاجله، ولم يُرَ للمتحابين مثل النكاح، وليست زوجتك أول من واصلت دراستها بعد الزواج وتم لها ما أرادت من النجاح والخير، وواهم من يظن أن الزواج يعطل الدراسة أو يعوق النجاح، والحقيقة أن العكس هو الصحيح، خاصة إن كان هناك وضوح في الأهداف، وتفاهم على كل صغيرة وكبيرة.

والأهم من ذلك أن في الزواج استقرار، بخلاف الخطبة والعقد والانتظار، فإن كل هذه الأشياء تشغل عن الخيرات والطاعات، وتعرقل مسيرة النجاح، خاصة في عصر الفتن والشهوات والاختلاط والتبرج والآفات، بالإضافة إلى أن الإنسان بعد الزواج يشعر بأهميته وبأهمية دراسته ونجاحه؛ لأنه يشعر أن هناك من ينتظره ويفرح بنجاحه، ولا مانع من اقتسام الفترة المتبقية.

وسوف يكون في انشغالك بإعداد نفسك وانشغالها بدراستها عون على الانتظار، فقدموا العقل على العاطفة، وقلل من زياراتك لها مع الاستمرار في إشعارها باهتمامك وإعطاء ضمانات على أنك على العهد والميثاق.

فإذا جاء وقت الدخول فيمكنكم استخدام الوسائل الطبيعية مثل العزل ومشاورة طبيب في أيام المعاشرة، فإذا حصل بعد ذلك حمل فلن يخسر من يرزقه الله بطفل قد يكون سبباً لدخوله الجنة.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ولا أظن أن من صبر سنوات يصعب عليه إكمال مشوار الصبر، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.