الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج بشاب متدين يعيش في بلاد الغرب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تقدم لي شاب خلوق ومتدين، وقد وافقت موافقة مبدئية لكني ما زلت حائرة؛ لأنه يسكن في بلد غربي، ولا أعرف هل يمكنني التأقلم مع أجوائهم، إضافة إلى أن همي الكبير هو: كيف أواصل عملي الدعوي والخيري وسط مجتمع مختلف وغير مسلم.
علماً بأني قد خطوت الخطوة الأولى في طريقي إلى الله في بلدي ولله الحمد، وأخشى أن يتغير اتجاهي أو يحدث خلل فيه، وفي نفس الوقت أخشى أن أضيع هذا الزوج لأني أحسبه - ولا أزكي على الله أحداً - زوجاً صالحاً بإذن الله، فأرشدوني.
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم آدم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ننصحك بعدم التردد في القبول بصاحب الأخلاق والدين، واعلمي أن الداعية تستطيع أن تفعل الكثير مع زوجها وفي محيطها، خاصة في البلاد الغربية التي تعتبر بيئة خصبة جداً لكل عمل دعوي راشد، ومرحباً بك في موقعك ونسأل الله أن يسهل أمرنا وأمرك وأن يلهمك السداد والرشاد.

ولا يخفى عليك أن المحتارة تسارع إلى صلاة الاستخارة وتشاور من حضرها من أهل الخبرة والدراية، ثم تتوجه إلى من بيده الخير والهداية.

وإذا كان الانطباع الأول ممتاز فهذا جانب إيجابي وهام؛ لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وليس هناك داع للتردد، ولا تخافي من البيئة الجديدة فإن الإنسان مدني بطبعه كما يقولون، والتأقلم على الوضع الجديد سهل، فلا تفوتي هذه الفرصة.

وتذكري أن هذا الشاب اختارك من بين الفتيات فكوني له أرضاً يكن لك سماء، وكوني له أمة يكون لك عبداً، واجتهدي بعد الزواج في إشراكه في الأعمال الدعوية والطاعات والنوافل؛ لأن هذا مما يعمق معاني الحب والمودة بين النفوس.

وإذا كان الشاب صاحب أخلاق وملما بأمور الدين فإن مهمتك سوف تكون سهلة، والمرأة تستطيع أن تؤثر على من حولها، فكيف إذا كانت داعية تدرك قيمة البضاعة التي تحملها وتتذكر الأجور العظيمة التي أعدها الله للدعاة والداعيات.

وتأكدي أن أهلك سوف يكونون سعداء بزواجك رغم بعدك عنهم، لأنهم يدركون أن سعادة المرأة مع زوجها وأن سعادتها في الفوز برجل يكرمها، وأن سعادتها وأنوثتها تكتمل بحياة الأمومة التي لا تغني عنها الشهادات ولا الأموال.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً