الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية توحيد المعاملة للطفل بين الوالدين

السؤال

السلام عليكم.
لدي بنت واحدة هي كل حياتي، وهي أول طفلة لي وأول حفيدة لأهلي وأهل زوجي، فأخذت مقداراً زائداً من الدلع والدلال، حيث إنه لا يعارضها أحد ولا يمنعها من فعل شيء، فهي تضرب وتشتم وتبصق على من يعارضها، وأهلي وزوجي يضحكون على ردة فعلها، وإذا نهيتها عن هذه الأشياء تبكي بشدة، فأصبحت مصدر الرعب بالنسبة لها.

وعلى الرغم من أني ألعب معها ونخرج سوياً، وهي تحبني، ولكنها تحب والدها أكثر، وتتعلق به أكثر مني، فإذا كان الوالد موجوداً فإنها ترفض حتى أن أغير لها الملابس.

وأرغب في تنشئتها تنشئة صحيحة، ولا أريد أن أقسو عليها أو أعقدها أو أجعلها تكرهني، وهذا أكثر ما يؤرقني، لأني ألاحظ تعلقها بوالدها وجدها (والدي) بشكل كبير، على الرغم من أني أجلس معها أكثر منهم، وتفضلهم علي عند وجودهم، فماذا أفعل؟!
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك لم توضحي عمر الطفلة، ولكن فيما أظن وأحسب أنها صغيرة، والمبادئ التربوية العامة تحتم أن يعامل الطفل معاملة واحدة وبتنسيق ما بين الأبوين، هذا هو المبدأ الأساسي، وإذا كان أحد الأبوين يتساهل ويدلل ويكون الثاني بخلاف ذلك؛ فلا شك أن هذا خلل تربوي كبير لابد من تجاوزه، هذا هو المبدأ الأول.

المبدأ الثاني: أعتقد أن الطفلة ما زالت صغيرة، ولا شك أنها استفادت من الوضع في أنها عوملت معاملة خاصة لأنها طفلة خاصة، فهي الطفلة الوحيدة وهي حفيدة لأهلك ولأهل زوجك.

الطفل الخاص -خاصة الطفل الوحيد، أو الولد وسط البنات، أو البنت وسط الأولاد، أو الطفل المعاق، أو الطفل الذي يكون عرضة للأمراض أو حدثت له أحداث حياتية سلبية شديدة- هؤلاء الأطفال – بكل أسف – كثيراً ما يكونون ضحية للتربية الخاطئة، وعموماً: الطفل الأول دائماً تظهر فيه أخطاء تربوية كثيرة.

وأنا على قناعة تامة أنك تعرفين المنهج الصحيح، حيث إن المنهج الصحيح يجعلنا نحاول أن نرغب الطفل وأن نبني فيه السلوك الإيجابي بالتشجيع المعقول، وفي نفس الوقت نتجاهل السلوك السلبي من الطفل، ولابد أن نكون متوازنين، فلا نغدق على الطفل ولا نحرمه، فإذن: المنهج الوسطي هو المنهج الصحيح.

وأعتقد أنك في حاجة للتنسيق مع زوجك في معاملة هذه الطفلة معاملة واحدة وبصورة متوازنة وبصورة سوية، ولا أقول لك كوني قاسية معها، ونحن لا ندعو لذلك مطلقاً، ولكن في نفس الوقت لابد أن تكون هناك مسافة بينك وبينها، ولابد أن ينتهج الوالد نفس هذا المنهج، وأعرف أن العطف هو أمر جبلي لدى الوالدين، ولذا يجب أن تكون هناك مسافة بينك وبينها، لأني لا أريد أن تكون الطفلة ملتصقة بك أو بوالدها دائماً، فهذا ليس صحيحاً.

ثانياً: أرجو أن يتاح للطفلة بأن تختلط ببقية الأطفال إذا كان عمرها يؤهلها لذلك؛ لأن الطفل يتعلم من الطفل ويجد نفسه وذاته ويحس بالرضا الداخلي، وفي نفس الوقت تتطور شخصيته ويكتسب المهارات المطلوبة حسب المرحلة العمرية.

ثالثاً: أرجو الاستفادة من الألعاب ذات السمات التعليمية، أي: الألعاب التي تغرس وتطور مهارات وملكات الطفل، هذه الألعاب يجد الطفل فيها نفسه ويندمج معها.

وأخيراً: لا تستعجلي النتائج، فالسلوك المكتسب يتطلب تعديله شيئاً من الوقت فقط، ونصيحتي لك هو الالتزام بالإرشادات السابقة، وأرجو أن أذكرك أن هؤلاء الأطفال غالباً ما يغيرون تلقائياً إلى المسلك الذي يكون فيه الطفل أكثر اعتماداً على نفسه، نسأل الله أن ينبتها نباتاً حسناً.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً