الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أسباب الغازات والانتفاخ في المعدة وعلاجها؟

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من وجود انتفاخ وغازات، فهل هذه الحالة بسبب حالة مرضية معينة أم مرتبطة بنوعية الأكل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Haney2009 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فمن أكثر الأسباب شيوعاً للإصابة بالغازات في المعدة -ويعتبر الأكل بسرعة منها- هو بلع الهواء أثناء الطعام بسرعة، ومضغ العلكة «اللبان»، والتدخين من العوامل التي تزيد من عملية بلع الهواء، وتحاول المعدة جاهدة أن تساهم في تقليل الغازات، بأن تقوم بطرد معظم الهواء الذي تم بلعه عن طريق التجشؤ، أما ما يتبقى فيعبر المعدة إلى الأمعاء الصغيرة، حيث يمتص جزئيا هناك، وتبقى بعد ذلك كميات صغيرة يتم إخراجها من الأمعاء الغليظة.

عند بعض الناس قد لا يستطيع الجسم هضم وامتصاص بعض الكربوهيدرات مثل السكريات والنشويات والألياف الموجودة في الكثير من الأطعمة، بسبب نقص أو غياب إنزيمات معينة، هذا الطعام الذي لم يهضم يكسر في الأمعاء الغليظة بواسطة بعض البكتيريا المسالمة؛ مما ينتج عنه غاز الهيدروجين، وثاني أكسيد الكربون، وعند ثلث الناس تقريباً الميثان، وفي النهاية تخرج كل هذه الغازات من القولون.

الأطعمة التي تؤدي إلى تكون غازات عند شخص ما لا تكون بالضرورة غازات عند آخر؛ هذا لأن بعض البكتيريا في الأمعاء الغليظة يمكنها تكسير غاز الهيدروجين المنتج من البكتيريا الأخرى، ومدى التوازن بين هذين النوعين من البكتيريا، هو الذي يفسر لماذا يعاني بعض الناس من الغازات أكثر من البعض الآخر؟

كما أن العادات الغذائية تؤثر أيضاً بشكل مباشر على كمية الغازات الناتجة، فالكربوهيدرات تنتج غازات أكثر عند هضمها؛ مما تنتجها البروتينات والدهون مثلاً.
ويحتوي الفول والفاصوليا واللوبيا والبقوليات عموماً على كميات كبيرة من سكر مولد للغازات.

كما أنه يوجد أيضاً - ولكن بكميات أقل- في الكرنب، والبروكلي، والهليون، والقمح، والحبوب الكاملة غير المقشرة.

أما سكر اللاكتوز فيوجد في الحليب ومنتجاته ومشتقاته، ومنتجات الألبان كالزبادي، والجبن، والآيس كريم، وخلافه، كما أن بعض الأغذية المصنوعة كالخبز ورقائق الذرة مثلاً تعتبر غنية باللاكتوز، وهذا السكر يولد الغازات كذلك، والعديد من الناس خاصة من ينحدرون من أصول آسيوية أو أفريقية أو أمريكية أصيلة يعانون بطبيعتهم من انخفاض مستويات إنزيم اللاكتيز المسئول عن تكسير سكر اللاكتوز ومن ثم هضمه.

كما أن هذا الإنزيم يقل تدريجياً مع التقدم في العمر، وكنتيجة لكل ما سبق فإن العديد من الناس يشعرون بتزايد في الغازات بعد تناول أطعمة محتوية على سكر اللاكتوز.

النشويات تسبب الغازات، فأغلب النشويات كالبطاطس والذرة والمكرونة والقمح تنتج الغازات المعوية عندما يتم تكسيرها وهضمها في الأمعاء الغليظة، ويستثنى الأرز من القاعدة على اعتبار أنه الوحيد من بين النشويات الذي لا يسبب الغازات.

لذا كما ترى فإن أسباب الغازات كثيرة ومتنوعة، ومعظم الأسباب غير مرضية، وإنما إما عن سرعة تناول الأطعمة، وطبيعة بعض الأطعمة المولدة للغازات وخاصة غير المطبوخة.

وسائل العلاج: أكثر الطرق شيوعاً لتقليل الإزعاج الناتج عن كثرة الغازات والانتفاخ هي: تغيير العادات الغذائية، وتناول الأدوية، وبعض الأعشاب، وتقليل كمية الهواء المبلوع قدر الإمكان، والابتعاد عن المشروبات الغازية والتدخين.

والعديد من الأدوية التي لا تستلزم وصفات طبية لصرفها متوفرة لعلاج الأعراض الناشئة عن زيادة الغازات، بما في ذلك مستحضر السايميثاكون، والفحم المنشط الذي يعمل على تقليل الغازات فيزيائياً من خلال عملية الامتصاص.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً