الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق واكتئاب وقلة تركيز وشعور بعدم النجاح وتلعثم ورهاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبلغ من العمر (44) عاماً، خريج جامعي، أعمل بوظيفة إدارية، تعرضت في صغري لحادث أثر في نفسيتي كثيراً، حيث أشكو من القلق والاكتئاب والكآبة والحزن، والكوابيس أثناء النوم ليلاً مصحوباً بصراخ، ومن كثرة التفكير وقلة التركيز والنسيان فقدت معظم المعلومات ولم أعد أستحضرها وكأن تفكيري مشلولاً.

ولدي شعور بعدم النجاح والإحساس بالفشل في الحياة، وعدم وضوح المستقبل، وسرعة في الغضب، ومناقشة الآخرين بحدة، وتضخيم الأمور، وميول عدوانية، والتلعثم في الكلام، ورهاب اجتماعي في مواجهة الآخرين، ومن عادة قضم الأظافر.

وقد راجعت الطبيب النفسي قبل ست سنوات فوصف لي دواء Saroten 25mg لأنه أرخص من البروزاك؛ وزاد الجرعة بالتدّرج خلال الستة أشهر الأولى إلى 100ملجم، ثم خفض الجرعة بالتدرج إلى 25 ملجم، حيث استعملت الدواء لمدة سنة وثلاثة أشهر وتوقفت، وكانت حالتي الصحة تتحسن كثيراً، مع ملاحظة أنه مع استعمال الدواء ثقل لساني وأحسست بجفاف شديد في الفم والعين، وربما هي السبب في ضعف النظر.

وقد حدثت أربع نوبات في السنوات السابقة، وكانت مدة الواحدة خمس دقائق، ترتفع معها دقات القلب والشعور بالاختناق وضيق النفس وانقباضات في القلب وتعرّق شديد، وكأن رجلاي مشلولتان وسأسقط في الأرض، إلا أنه في الشهور الأخيرة أشعر بنفس الأعراض السابقة وبنوبة حصلت قبل شهر، كما أصبت بارتفاع ضغط الدم مع الحالة، وكتب لي طبيب القلب دواء (Amlor5Mg + lipitor20mg) يومياً.

وأرجو أن ترشدوني بالوصفة الطبية السليمة لأن حالتي غير مستقرة، وأفكر حالياً في أخذ دواء البروزاك من تلقاء نفسي؛ لأن طبيبي مسافر، فما رأيكم؟!

وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أجدت وأحسنت في وصف حالتك، وهي تتلخص في أنك تعاني من قلق اكتئابي، والقلق الاكتئابي يعرف عنه أنه ربما يستمر لفترة طويلة مع الإنسان، ولكن بالصبر وبالتفكير الإيجابي وبتناول الدواء بانتظام يستطيع الإنسان أن يتواءم مع هذه الحالة ويعيش حياة طبيعية لدرجة كبيرة.

النوبات التي أصبحت تنتابك في الآونة الأخيرة هي نوبات هرع أو نوبات هلع، وهي نوع من القلق النفسي، وهذه النوبات تعالج بفضل الله تعالى عن طريق نفس الأدوية التي تستعمل لعلاج الاكتئاب.

وقد اقترحت عقار البروزاك Prozac، وهو عقار جيد، ولكن الدواء الأفضل هو العقار الذي يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، وإن كان يعاب عليه أنه مكلف بعض الشيء من الناحية المادية، وجرعته هي عشرة مليجرامات ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراماً ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض إلى عشرة مليجرامات ليلاً، ويمكنك الاستمرار عليها لمدة عام كامل.

الخيار الثاني هو عقار يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، وهو أرخص نسبياً من السبرالكس وفعالية أيضاً جيدة جدّاً، وجرعته هي خمسون مليجراماً (حبة واحدة) ليلاً لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة لحبة واحدة لمدة ستة أشهر أخرى.

ويوجد أيضاً بديل ثالث يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، يمكن تناوله بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم ترفع إلى مائتي مليجرام ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض إلى مائة مليجرام لمدة ستة أشهر، ثم خمسين مليجراماً يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكن التوقف عن تناوله.

إذن أمامك هذه الخيارات وكلها خيارات جيدة، وأؤكد أن البروزاك أيضاً لا بأس به، ولكنه ليس بفعالية الأدوية التي ذكرتها لك، وإن كنت تريد أن تتناوله فالطريقة الأفضل هي أن تبدأ بكبسولة واحدة يومياً – وقوة الكبسولة عشرون مليجراماً – ويفضل أن تتناوله بعد الأكل أيضاً، وبعد انقضاء شهر ارفع الجرعة إلى أربعين مليجراماً (كبسولتين) في اليوم، وهذه هي الجرعة العلاجية، ويجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة يومياً لمدة ستة أشهر أخرى.

إذن الخيارات الدوائية أمامك كثيرة، وأتفق معك تماماً أن الـ(ساروتين Saroten) والذي يسمى أيضاً (امتربتلين Amtriptyline) هو من الأدوية الجيدة ولكنه يسبب الكثير من الآثار الجانبية مثل الثقل في اللسان والجفاف بالفم، ويسبب للبعض أيضاً الطشاش وضعف النظر وربما الإمساك وتضخم في غدة البروستاتا.

وعموماً أنت تود أن تنتقل إلى مجموعة الأدوية الجديدة والتي هي أكثر سلامة وقليلة الآثار الجانبية والخيارات متوفرة كما أوضحت لك.

الأدوية التي تتناولها وهي ليبتور Lipitor، هذا الدواء يستعمل لعلاج ارتفاع الكلسترول، فربما يكون لديك ارتفاع في نسبة الدهنيات في الدم ولذا وصفه لك الطبيب. والدواء آخر أملورومج Amloromg هو دواء يستعمل لعلاج ضغط الدم، وعموماً هي أدوية جيدة وممتازة، وفي مثل عمرك لا شك أن الإنسان قابل لارتفاع في ضغط الدم وكذلك ارتفاع في مستوى الدهنيات، فعليك بالمتابعة مع الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة من وقت لآخر.

نصيحتي لك هو أن تكون أيضاً إيجابية في تفكيرك وألا تشغل نفسك بالسلبيات، وأن تمارس أي نوع من الرياضة يكون متاحاً لك، وفي مثل عمرك هذا تعتبر رياضة المشي هو الأفضل لعلاج القلق والتوتر، كما أن الرياضة سوف تفيدك قطعاً في علاج ضغط الدم وكذلك تخفيض نسبة الدهنيات لديك.

نسأل الله لك العافية والشفاء وبارك الله فيك، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً