الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغبة الفتاة في الارتباط برجل صالح على خلاف من يتقدمون لها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تمت خطبتي مرتين ثم حدث انفصال، وأدعو الله من كل قلبي أن يرزقني الله بزوج صالح تقي، وأثناء فترة دراستي كان معنا شاب قمة في الالتزام والدين والعلم، حافظ لكتاب الله، وهمه رضا الله، وكان يساعد الجميع في أمور دراسية كثيرة.

وقد شاء الله أن نتعين بنفس المديرية، لكننا لم نبق على صلة إلا عندما يكون هناك أمر مهم أحتاج أن يساعدني فيه، ولكن منذ فترة خمسة أشهر انتقلت لأقوم بالتدريس معه بنفس المكان، وكل ذلك كان بمشيئة الله، وأصبحت أتمنى من الله أن يرزقني بزوج مثله، وأحياناً أتمنى أن يكون من نصيبي لدينه وخلقه وعلمه، وأدعو الله بذلك، ولكنني أشعر بالحياء من الله لطلبي شاباً بعينه؛ لأني لم أر بمحيط بيئتنا مثل التزامه.

وأصبحت كلما تقدم لي شاب أقارنه به فأجده أبعد ما يكون من الدين مقارنة به، وأشعر أن جميع من تقدم لي همهم الحياة الدنيا فقط، بعكس ذلك الشاب.

علماً بأن علاقتي معه رسمية، لكني أشعر بأن هناك تجاذباً روحياً بيني وبينه، ولكني متأكدة أنه ليس هناك مجرد فكرة حول موضوع الارتباط بيني وبينه، ولكني أتمنى أن يرزقني الله بشاب صالح تقي يخاف الله مثل هذا الشاب، خاصة أن لي تجارب وصدمات عاطفية مؤلمة، وأدعو الله كثيراً، لكن الله لا يستجيب لي، فأشعر أن الله لا يحبني أو أنني لا أستحق ما أدعو به، مع أني أريد رضا الله بهذا الزواج، ورغم أني فتاة ملتزمة وأخاف الله وأسعى لرضاه، لكني أعيش في بيئة غير ملتزمة فماذا أفعل؟!
أرشدوني وادعوا لي بالهداية والزوج الصالح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شمس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالك.

وإذا كان من يتقدم لك فيه دين وصلاح فلا تترددي في القبول به، ولا تطلبي إنساناً بلا عيوب، واجتهدي في معرفة ظروف صاحب الدِّين عن طريق التعرف على أسرته إذا كان ذلك ممكناً، فإننا نخشى أن يكون مرتبطا بفتاة أخرى وأن يكون التفاته إليك مجرد إعجاب أو نوع من تعامله مع كل الناس كما أشرت لذلك، فنحن نتمنى أن لا تضيعي الفرص فإنها قد لا تتكرر، وليس من المصلحة أو الصواب طلب الكمال؛ لأنه لا يوجد إنسان بلا عيوب كما أنك لست خالية من العيوب.

ولذلك فإن العاقلة تنظر في الإيجابيات وتضعها في كفة ثم تقارن بينها وبين السلبيات، وطوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته، ومن الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، ولا شك أن لكل رجل إيجابيات وسلبيات، والمقارنة لا تكون دقيقة كما أن الحكمة تقول:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تبدى المساوئا

ولا شك أنه من العقل وحسن التدبير أن تحرص المرأة على المشاورة، وأن تنظر للعواقب، وإذا لم يظهر لها جانب الصواب فإنها تحرص على صلاة الاستخارة، وفيها طلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وينبغي أن تبتعدي عن هذا الشاب قدر الاستطاعة، وذلك حتى لا يكون للشيطان مدخل إلى قلوبكما، ولا مانع من أن تسألي الله ما شئت وأن تعزمي في المسألة، ولكن المرفوض هو اليأس إذا تأخرت الإجابة؛ لأن ذلك من الشيطان، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قالوا: وما الاستعجال؟ قال: يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي، فيترك الدعاء).

وأرجو أن تعلمي أن إجابة الدعاء تتنوع، والمؤمنة تتوجه إلى الله ولا تحمل هم الإجابة، ونسأل الله التوفيق.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً