الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يتعارض القات مع عمل دواء (الزولفت)

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أخ لأحد المرضى المصابين بالوسواس القهري والاكتئاب والقلق وقد ذهبنا به إلى الطبيب، والذي قرر له استعمال زولوفت حبيتين باليوم.

سؤالي لكم إخواني هو: أننا من اليمن وكما تعرفون بانتشار تخزين وتعاطي (القات) والذي هو أحد المكيفات. وأخي يتناول ويخزن القات مثل الكثير من اليمنيين، ولكن بمعدل يوم أو يومين في الأسبوع.

فهل لذلك تعارض مباشر مع مفعول الزولوفت عليه -أي علمياً-؟ خاصة وأننا بدأنا نلاحظ تغييراً إيجابياً في حالته، وهل لأي من مكونات القات كيميائياً أي تعارض مباشر مع تناول الزولوفت؟ ، وماذا عن السجائر؟

شكراً جزيلاً لكم وأرجو الإجابة لأننا لا نريد أن نتسرع بحرمانه من القات خاصة وأنه لا يتناوله بكثرة أبداً وخاصة أن القات ليس من المكيفات القوية، وهو عادة اجتماعية لدينا في اليمن، مع العلم أن عمر أخي 28 عاماً.

ولكم جزيل الشكر والتقدير والاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

فإن نبتة القات بها الكثير من المكونات الكيميائية التي تؤثر على الإنسان، ومن أهم المشتقات والإفرازات الكيميائية التي تفرز نتيجة لتعاطي القات المادة التي تعرف باسم (كاثينين Cathenine)، والكاثينين تؤثر على ما يعرف بالمرسلات العصبية، ومن هذه المرسلات العصبية المادة التي تعرف باسم (دوبامين Dopamine) وهي المادة التي تكون أكثر تأثراً في إفرازها بعد تناول القات.

كما أن السيروتونين Serotonin – وهو الموصل العصبي الآخر – يتأثر ولكن بنسبة أقل كثيراً، وعقار والزولفت Zoloft يعمل أساساً على مادة السيروتونين.

لذا: الأمانة العلمية تقتضي أن نقول لك إن القات لا يؤثر تأثيراً مباشراً على مفعول الزولفت.

ولكن استعمال القات بصفة عامة له مضاره المعروفة من الناحية العلمية، وأنه قد يُفقد التوازن النفسي لدى الكثيرين، بالرغم مما قد يؤديه من راحة نفسية وشعور بالاسترخاء لدى البعض، ولكن لا نعتقد أنه سوف يكون مفيداً أو مرغوباً في تعاطيه لأي شخص لديه اضطراب نفسي أيّاً كان.

أكثر الناس تأثراً بأضرار القات هم الذين يعانون من الأمراض الظنانية مثل مرض الفصام، ولكن القلق النفسي - ومن أهم فروعه الوساوس القهرية – ولا شك أن تعاطي القات في الذين يعانون من مثل هذه الحالات لن يكون أمراً مستحسناً.

أما بالنسبة لتدخين السجائر، أي وجود مادة (النيكوتين Nicotine) في دم الشخص الذي يتعاطى الزولفت، نقول لك أيضاً من الناحية العلمية لا يوجد أي تفاعل سلبي بين التدخين وتناول الزولفت، ولكن هذا بالطبع لا يعني إقراراً أو تشجيعاً منا على التدخين، بل على العكس تماماً مضار التدخين معروفة على الصحة وعلى النفس وعلى المال، وقد أفتى الكثير من العلماء بحرمته؛ وذلك لما فيه من أضرار خطيرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • جويانا الفرنسية مصطفى اسماعيل

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا اخوكم من اليمن وانا اتعاطى القات والدخان منذ حوالي 17 عام وعمري الان 32 عام. وللامانه ومن خلال تجربتي الشخصيه ان القات والدخان هما المساعد الرئيسي للمشاكل النفسيه ولا اخفيكم اني قد مريت بمرض نفسي وزرت اطباء نفسيين واستعملت ادويه استمر المرض تقريبا ال 3 سنوات ومازلت اعاني من بعض اثاره الى اليوم ومن هذه الاثار حب الوحده والانعزال وكثرة النوم والسهر والكسل والخمول والرهاب الاجتماعي ولكنها ليست مرضيه بقدر ماهي اراديه باختياري بسبب الوضع الراهن الذي لايبشر باي امل عندنا في اليمن ولعدة اسباب شخصيه
    الخلاصه تحياتي لكم وشكرا للمعلومه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً