الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحمية اللازمة لمرضى السكري وإمكانية شرب العسل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 45 سنة، وعندي ارتفاع بالضغط منذ فترة طويلة وفقر بالدم والحديد بشكل دائم وفرط بحموضة المعدة وانتفاخ بالبطن.

وعند إجراء بعض التحاليل (بسبب ألم شديد تحت لوح الكتف الأيسر) ‏حتى إنني لم أستطع النوم نهائياً، كانت نسبة السكري 315 ، فقال الطبيب أن سبب الألم هو التهاب الأعصاب بهذه المنطقة، فهل هذا الالتهاب بسبب ارتفاع السكر، علماً أن آخر تحليل لي كان منذ 3 سنوات ولم يكن عندي ارتفاع بالسكر؟ ( ما هو الدواء اللازم لهذا الالتهاب، أم أن دواء السكر يكفي)؟

وبعد يومين ظهرت حبوب بمنطقة الألم وذهبت إلى طبيب جلدي فقال أنه زنار النار داء المنطقة، ومن يومها الضغط مرتفع إلى 18 ، وبعد أربعة أسابيع من الحمية عدت وحللت السكر فبقي مرتفعاً 335 مع أنني آخذ دواء السكر نصف حبة صباحاً ونصف حبة مساء وحمية شديدة، كما أنني أشعر بألم بعيني، فهل السبب هو داء المنطقة أم السكر؟ وهل داء المنطقة يرفع نسبة السكر بالدم والضغط؟

ملاحظة: تعرضت لضغوط نفسية وارتفاع بضغط الدم بشكل دائم أكثر من قبل.

ما هي الحمية اللازمة بشكل دقيق لمرضى السكري وعدد الوجبات؟

وهل أستطيع تناول أي شيء بين الوجبات؟ وإذا كان بالإمكان فما هي كميتها؟
وبالنسبة للحليب والبيض والجبنة واللبن والزيت والخبز هل هي من الممنوع تناولها بشكل نهائي أم ماذا؟

كذلك بالنسبة للعسل هل صحيح أن مريض السكري يستطيع تناوله؟ وما هو رأيكم بالنسبة لتحلية الشاي والقهوة بالسكرين؟

وإذا التزم المريض بالحمية اللازمة هل يستطيع التخلي عن الدواء المنظم لمرض السكري أم أن الجسم يعتاد عليه؟

أي إذا قست السكر بين الفترة والأخرى ولاحظت أنه متوازن ومضبوط هل أتخلى عن الدواء وأبقى على الحمية وأحافظ على قياسه بشكل دائم كي أتمكن من أن يبقى مضبوطاً؟

وعندما يكتشف الشخص أن لديه ارتفاعاً بنسبة السكر كيف سيتأكد أن ارتفاع السكر هذا كان عنده سابقاً أم أنه حصل له بوقت قريب من اكتشافه؟ وإذا علم أنه كان سابقاً هل يكون قد تسبب للمريض بأضرار بالكلى أو العيون أو أي شيء؟ وإذا لم يكن قد تضرر بشيء هل الحفاظ على نسبة السكر تمنع حدوث الإضرار التي يتسببها هذا المرض أم أنه تأخر حدوثها؟

وما هي المدة التي تتضرر بها كل من العين أو الكلى أو الأرجل أي القدم؟ كيف نميز أن ارتفاع السكر هو سكر شبابي؟ وما هي المدة لقياس السكر .. كل يوم أم كل أسبوع؟ وبالنسبة للتحليل كم ساعة سيبقى الشخص صائماً عن الطعام والماء؟ هل تحليل السكر بالدم فقط أم بالدم والبول؟

جزاكم الله كل خير، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن داء المنطقة أو حزام النار هو التهاب فيروسي يسمى الهربز، وهذا الفيروس يكون موجوداً في الجسم وقد يحدث أن ينشط الفيروس وعادة يكون بشكل طفح جلدي مع جذور الأعصاب وقد يظهر الألم قبل الطفح الجلدي وقد يترك المرض ألماً مزمناً مكان ظهور الطفح الجلدي.

ليس هو السبب في ارتفاع السكري، وإنما من عنده استعداد للسكري، فإن السكري قد يرتفع مع أي التهاب في الجسم أو أي إجهاد نفسي، وبسبب الألم الذي يبقى مع هذا المرض فإن الضغط قد يرتفع وكذلك فإن 40 % من السكريين يكون الضغط عندهم مرتفعاً خاصة البدينين حيث أن عدم استجابة الأنسجة الدهنية عند السمان للأنسولين المفرز من الجسم يزيد من نسبة ارتفاع الضغط.

أما ألم العين فإن لم يكن هناك طفح حول العين من الحزام الناري في نفس الوقت فلابد أن يكون هناك سبب آخر ويفضل مراجعة طبيب العيون للتأكد من السبب.

أما بالنسبة للحمية الغذائية فيفضل زيارة الأخصائية الغذائية فهي تستطيع قياس كمية السعرات الحرارية حسب الوزن والطول وطبيعة العمل اليومي وتشرح لك كمية السعرات الحرارية في الأطعمة، وبشكل عام فإن مرضى السكري ينصحون بما يلي:

- الابتعاد عن تناول الأغذية المالحة؛ لأن مريض السكري أكثر عرضة من الشخص السليم للإصابة بأمراض القلب وارتفاع الضغط.

ـ الابتعاد عن استعمال الحميات الاصطناعية.

- عدم استبعاد الأغذية النشوية ( كالرز – الخبز – المعكرونة ) كلياً من الطعام، بل تناولها حسب المقدار المحدد من الطبيب.

- تناول الطعام بالكميات والمواعيد المحددة، ويجب أن يكون الطعام متزامناً مع وقت الدواء.

- الابتعاد عن تناول المواد الدسمة المشبعة ( كالدهون – الشحوم – الزيوت المهدرجة ) واستبدالها بالزيوت السائلة.

- ممارسة الرياضة يومياً، فهي تعتبر من أركان العلاج بالإضافة إلى الدواء والحمية الغذائية.

- متابعة المراجعة للطبيب وأخصائي التغذية لتحديد الحمية الأفضل للمريض والمراقبة الذاتية لسكر الدم بالأجهزة المنزلية.

أما عن تحلية الشاي بالسكرين فلا بأس به ويمكن استخدامه.

أما عن إمكانية التخلي عن الأدوية ففي بعض الحالات وإذا كان السكري مرتفعاً بشكل بسيط أو متوسط وأنزل المريض وزنه إلى الوزن المثالي له فقد ينزل السكر ويمكن التوقف عن الأدوية في بعض الحالات.

العسل يمكن تناوله إلا أنه يجب أن يحسب السعرات الحرارية التي في العسل، فإن العسل يحتوي على السكر، بالإضافة إلى مواد أخرى، مثل الفيتامين ب 1 وب 6 وب 12 وفيتامين سي، واي، والبيوتين، ويحتوي على الكروميوم، والمنغنيز، والمغنيزيوم، والزنك، والفانديوم.

العسل أحلى بثلاث مرات من السكر العادي، إلا أنه يعطي طاقة أكثر من السكر العادي.

فمثلاً الـ30 غرام من السكر تعطي 120 كالوري إلا أننا نحتاج إلى 10 غرامات من العسل لتعطينا نفس حلاوة السكر، وهذه الكمية من العسل ( 10غرام ) تحتوي على 32 كالوري.

فإذا أخذت ملعقة من العسل فإنها تحتوي على 17 غراما من الكاربوهيدات ( سكر ونشويات ) وهي تعطي 64 سعرة حرارية، أما ملعقة السكر فإنها تعطي 50 سعرة حرارية.

فلا بأس بتناول العسل واستخدامه بدلاً من السكر، بمراعاة ما قلته في السابق، ومراعاة كمية النشويات التي يتناولها مريض السكري، وبالتالي يحسب ما يأخذه من العسل من ضمن ما يحتاجه من النشويات في اليوم، وحسبما يخصصه له أخصائي التغذية.

ويمكن بدلاً من أن يأخذ ملعقة في الصباح، وملعقة في المساء من السكر لتحلية الشاي أو القهوة، أن يستبدلها بنصف ملعقة من العسل صباحاً، ونصف ملعقة من العسل مساءً، وبالتالي يحصل على تحلية أفضل، وبسعرات حرارية أقل، وبفوائد أخرى موجودة في العسل.

في دراسة أجريت على العسل في المرضى البدينين وعندهم السكري، وجد أن العسل إذا استخدم بديلاً من السكر أو المحليات (التي تستخدم لتحلية الشاي أو القهوة) فإن السكر ينضبط أكثر، وإن مقاومة الأنسجة للأنسولين تقل، ومقاومة الأنسجة للأنسولين تعتبر من عوامل الخطورة للبدانة وللسكري، ولأمراض شرايين القلب؛ لذا أرى أن يستبدل المريض السكر الذي يستخدم لتحلية الشاي أو القهوة بالعسل كما شرحت.

أما إن كان يستخدم المحليات (التي تحلي المشروبات) فعندها يجب أن يخفف من النشويات خلال النهار، وإن تناول العسل أن يخفف من النشويات ب 40 – 50 غراما في اليوم.

لا تتوقفي عن الدواء لأن السكر نزل؛ لأنه نزل بالدواء ودائماً استشيري الطبيب واستمري بالمراجعة مع الطبيب واتبعي نصائحه.

وعادة لا تحصل أي مضاعفات للعين والكلاوي قبل 5 سنوات من السكري، إلا إذا كان المريض يعاني من السكري من فترة طويلة ولم يكتشفه ولم يعالجه.

ويمكن معرفة نسبة السكري من الثلاثة الأشهر السابقة بقياس تحليل خاص في الدم هو Hba1C بتحليل للبول يمكن معرفة إن كانت الكلية قد تأثرت بالسكري أم لا، وهناك الأدوية المتعددة التي تمنع أو تخفف من إصابة الكلية، ومهم جداً المحافظة على السكري بالمستوى الطبيعي.

ارتفاع السكر في مثل سنك ليس شبابياً، فهناك نوعان من السكري:

1- السكري الشبابي، ويدعى السكري من نوع (1)، ويحتاج المريض فيه للأنسولين للتحكم في السكري.

2- السكري من نوع (2)، وهو يظهر في سن الأربعين أو بعده، وأحياناً قبل سن الأربعين.

من المهم قياس نسبة الكولسترول في الدم لمريض السكري ومتابعة طبيب العيون مرة في السنة وقياس زلال البول مرة في السنة.

أما قياس نسبة السكر في الدم؛ فيعتمد على السكري نفسه، فإن لم يكن منضبطاً فإنه قد ينصح الطبيب بعمله مرتين في اليوم ومن ثم متى انضبط يمكن قياسه كل عدة أيام، وإذا استمر كذلك فيمكن قياسه مرة في الأسبوع وعند اللزوم، وهناك مقياس للسكري يمكن عمله في البيت كما تعلمين.

والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً