الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علامات الحب في الله وكيف نحافظ عليه؟

السؤال

تعرفت على فتاة عمرها 18 عاماً، وهي وحيدة في عائلتها، وأنا عمري 24 عاماً، صراحةً أنا عندي شك في علاقتنا أنها تحولت من الحب في الله إلى شيء آخر، فهي تحتاج إلى من يقف معها؛ بسبب الظروف التي كانت تعيش فيها.

في بداية العلاقة كان عندنا هذا المبدأ هو متى تحول الحب في الله إلى شيء آخر نفترق، فهي تقول عندما يخطر على بالها هذا الشيء وهي ضد هذه الفكرة، أخاف أن تكون علاقتنا محرمة، فهل من حل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن العلاقة المقبولة هي ما كانت في الله وبالله وعلى مراد الله، وكل صداقة وأخوة ومحبة لا تقوم على هذا تنقلب إلى عداوة، وتكون وبالاً على أهلها، قال تعالى: ((الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ))[الزخرف:67].

وقد أسعدني هذا الفهم، وأفرحني هذا الاهتمام بضرورة أن تكون العلاقة علاقة في الله وإلا فلا.
وأرجو أن أقول لك أن الصداقة التي تقوم على الحب في الله لها علامات واضحة، أولها: وأهمها أن يكون الدافع هو التدين والتناصح والصدق والإخلاص، ومن علاماتها أن الحب بين الطرفين تزداد مع كل طاعة الله، بمعنى أنها تزيد في محبة أختها إذا شعرت أنها تتقرب إلى الله، مع ضرورة أن لا يمنعها حبها من النصح والتوجيه، والصادقة لا تجامل صديقتها في حال خروجها عن إطار الطاعة لله.

أما إذا كانت الصداقة لأجل جمال الصديقة، أو لغناها أو لاهتمامها بالموضة، أو لتحقيق بعض المصالح الدنيوية المشتركة دون أن تبالي بدين صاحبتها ولا بأخلاقها، فهذا مؤشر خطير لا يسر ولا يفيد، ولكن أحب أن أنبه إلى أن الصداقة التي تكون في الله تجلب بلا شك مصالح وفوائد ولكنها لا تكون مقصودة لذاتها، كما أن حصول التشاكل والتلاقي بالأرواح لا ضرر فيه؛ لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، ولكن المؤمنة إذا أحبت صديقتها وأختها، فلا يعني ذلك أن تكره الأخريات، ولا يقبل ما يحصل من رفض الصالحات الأخريات تحت دعوى الغيرة على صديقتها؛ لأن هذا إن حصل فإنه يدل على بداية الانحراف في المسار.

ونحن في الحقيقة نتمنى استمرار الصداقة، مع ملاحظة ما ذكرناه، وضرورة التعاون على البر والتقوى والتذكير بطاعة الله، وليس هناك داع للحساسية الزائدة، ونسأل الله أن يديم علاقتك بصديقتك وبالصالحات، وأن يجمع بينكن في مواطن الخير في الدنيا وفي جنة عرضها السموات والأرض في الآخرة، وإذا أحبت المؤمنة أختها في الله فإن عليها أن تخبرها بذلك وأن تعاهدها على النصح.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بالحرص على طاعته والتعاون على ذكره وشكره وحسن عبادته، ومرحباً بك في موقعك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات