الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دور الوالدين في تعليم أبنائهم الأمور الشرعية

السؤال

السلام عليكم

ابني عمرة 15 سنة، فهل هذا هو السن المناسب لأخبره بأن عليه حلق العانة والإبط؟ وكيف أخبره هل مباشرة أو بالتلميح؟ وإذا تأخرت في إخباره ماذا عليّ أن أفعل؟

شكرا لكم وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله - تبارك وتعالى - أن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يزيدك حبّاً في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأن يجعلك من المحافظين عليها، وأن يجعلك عوناً لأبنائك على طاعة الله ورضاه.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة – فإن ابنك عمره خمسة عشر عاماً – كما ذكرت – وتسألين: هل هذا هو السن المناسب لتخبريه أن عليه حلق العانة ونتف الإبط؟ وكيف تخبرينه: هل مباشرة أو بالتلميح؟ وإذا تأخرت في إخباره فماذا عليك أن تفعلي؟

أقول: كأني فهمت أن زوجك غير موجود؛ لأن هذه الأمور في الغالب لو قام بها الأب لكانت أولى، حيث إن الولد عادة ما يسمع من أبيه هذا الكلام وهو شيء طبيعي، أما الأم فقد تستحي وقد يرى الولد أن كلام الأم في هذا شيء غير مألوف، فإذا كان الوالد موجوداً فأتمنى أن تخبريه أن يُخبر ولده بذلك لأنه الأولى بذلك خاصة هو المسئول عن الأسرة كلها عنك وعن أولادك، فالرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته كما أخبر النبي - عليه الصلاة والسلام -، وكما قال صلى الله عليه وسلم: (رحم الله والداً أعان ولده على بره).
فإذن لنبدأ به إذا كان موجوداً، فإذا لم يكن موجوداً فلا مانع أن تتولي أنت ذلك بل يتعين عليك ذلك، لأنك أنت الآن القيم والمسئولة عن هذه الأسرة إذا لم يكن زوجك موجوداً، فأنت مطالبة بإعانتهم على الطاعة والعبادة من صلاة وطهارة وغير ذلك، ومن هذه الأمور التي تعينين ولدك عليها مسألة إعانته على إحياء السنة، فعليك أن تخبريه بأن الإنسان منا إذا وصل مرحلة الرجولة فإن الله تبارك وتعالى يخلق له شعراً، هذا الشعر حول العورة، وهذه حكمة يعلمها الله تبارك وتعالى وهذا الشعر – يا ولدي – أوصى النبي عليه الصلاة والسلام بإزالته وحدد لذلك أربعين يوماً، يعني ألا تزيد الفترة عن أربعين يوماً، ففي خلال كل أربعين يوماً يحلق هذا الشعر مرة، ولو أنه حُلق كل خمسة عشر يوماً أو كل شهر لكان حسناً، ولكن المهم ألا تزيد المدة عن أربعين يوماً، كما قال أنس رضي الله تعالى عنه: (وقَّت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا نزيد في حلق العانة ونتف الإبط وتقليم الأظفار وقص الشارب على أربعين يوماً).

وتخبرينه بذلك صراحة، لا يحتاج الأمر إلى تلميح؛ لأنك لا تتكلمين عن منكر، وإنما تتكلمين عن شرع، ويعلم ولدك أنك تتكلمين في الحق - بإذن الله تعالى – بلا لف أو دوران أو تلميح، وإنما لابد هناك من تصريح حتى يعلم أن هذا حكم شرعي وليس فيه من عيب.

إذا تأخرت في إخباره ماذا عليك؟ .. طبعاً أنت مسئولة عن ذلك لأنه إذا ضيع هذه السنة وهو لم يعلمها وأنت تعلمينها قطعاً ستفوتين على ولدك أجر إحياء السنة، وتفوتين على نفسك أجر إحياء السنة، فرجائي ألا تتأخري وإنما عجلي بالخير وخير البر عاجله.

نسأل الله أن يبارك في ولدك وأن يجعله من صالح المؤمنين وأن يجعله قرة عين لك في الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً