الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تزايد سرعة نبضات القلب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد استشرتكم عن مرضي وهو الرهاب الاجتماعي قبل أربعة أشهر، فأفدتموني باستخدام دواء التفرانيل والإندرال معاً، ولكني لم أستعمل خلال الأربعة أشهر الماضية إلا التفرانيل فقط، وقد تحسنت حالتي من ناحية التلعثم، ولكن ما زلت أعاني من السرعة في نبضات القلب، وأيضاً لا أستطيع أن أنظر في أعين الآخرين، وألاحظ عندما أنظر إلى أحد وهو يتحدث معي وينظر إلي أمام الجميع أن عيناي تتحرك، وألاحظ أيضاً ارتجاجاً في اليدين بشكل واضح، فما السبب؟!

ولكم جـزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب، ونحمد الله تعالى الذي أنعم عليك بنعمة هذا التحسن، ونسأل الله تعالى أن يتم عليك نعمة الصحة والعافية.

فإن الأعراض التي بقيت وهي تسبب لك الإزعاج الآن وهي تسارع في نبضات القلب وكذلك الارتجاف في اليدين، هذان العرضان يستجيبات بصورة واضحة لعقار يعرف تجارياً باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol)، هذه الرجفة وتسارع في النبضات ناتج من زيادة في إفراز مادة كيميائية تسمى بالأدرانيل، ويعرف أن الإندرال هو الذي يوقف إفراز هذه المادة بكميات زائدة، فعليك بتناول الإندرال الآن، وسوف تجد فيه إن شاء الله خيراً كثيراً، وسوف تحس أن نبضات القلب قد أصبحت طبيعية، وكذلك الارتجاج أو الرعشة التي تحدث في يديك.. الإندرال هو دواء بسيط ودواء سهل.

أنت تناولت التفرانيل وهو دواء Tofranil الأكثر أهمية، ولكن الإندرال لا شك أنه مكمل للوصفة العلاجية حتى تتمكن إن شاء الله من الوصول إلى ما تبتغيه من صحة وعافية وزوال للخوف والرهاب واختفاء هذه الأعراض الجسدية التي تبقت معك.

وأريد أن أحتم عليك وأن أؤكد مرة أخرى أن ثقتك في نفسك ضرورية ويجب أن تبنيها ويجب أبداً ألا تقلل من شأنك أمام الآخرين، وأرجو أن تقتنع قناعة خاصة أن اعتقادك بأنك لا تستطيع أن تنظر إلى الآخرين أو تواجههم هذا الاعتقاد ليس صحيحاً وليس دقيقاً وهنالك مبالغة في مشاعرك، فما تشعر به يجب أن تتجاهله؛ لأن الحقيقة يمكنك أن تنظر في عين الآخرين، وأؤكد لك أن الآخرين لا يقومون أبداً بمراقبتك، أو الاستهزاء بك أو الازدراء بك، هذا ليس موجوداً تماماً، هذه مبالغة في المشاعر يعرف أن الكثير من الذين يعانون من القلق والرهاب الاجتماعي يعانون منها، وأنا أريدك ألا تتجنب المواقف الاجتماعية، بل أرجو أن تكثر من مقابلة الآخرين والنظر في عيونهم، وحاول دائماً أن تكون متبسماً؛ لأن (تبسمك في وجه أخيك صدقة) ويعطيه الارتياح وأنت أيضاً تشرع باسترخاء وقبول تام لمشاعرك حيال هذا الأخ.

ويمكنك أن تبدأ بالنظر في وجوه من تعلم من الناس، على سبيل المثال بعد أن تقضي صلاة الجماعة قف مع الإمام، مع إمامك في المسجد وتحادث معه، انظر إليه وينظر إليه، وتذكر أن هذا المكان (المسجد) فيه الطمأنينة، وكذلك زد من تواصلك الاجتماعي مع أصدقائك وجيرانك، وانظر إليهم في وجوههم حين تذهب إلى الأسواق والدكاكين لشراء حاجاتك، أيضاً حاول أن تنظر إلى البائع وأن تحاوره، واعرف تماماً أن البائع دائماً يحاول أن يرضي الزبون، فهو لن يقوم بمراقبتك أو إثارة أي نوع من المخاوف لديك.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله تعالى من خالص قلبي أن يتم نعمته عليك وعلينا جميعاً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً