الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوفيق بين العمل والدراسة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب في السنة الأخيرة من كلية الحقوق، وقد منّ الله علي بأن رزقني فرصة عمل في شركة خاصة، ولكن بعد بداية العمل وجدت صعوبة كبيرة في المذاكرة، حيث أن عملي يستمر ثمان ساعات في اليوم، وعندما أعود إلى المنزل أكون قد استنفذت جميع طاقتي، وأكون قد فقدت التركيز اللازم للمذاكرة.

وأنا متردد جداً بين ترك العمل أو الاستمرار فيه، علماً بأني وجدت صعوبة كبيرة في إيجاد العمل ولا أريد أن أخسره، وبنفس الوقت أفكر في الدراسة، فهل أترك العمل وأتفرغ للدراسة؟!

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاشق الشبكة الإسلامية حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحمد لله الذي رزقك هذا العمل، وأسأل الله تعالى أن يبارك لك فيه وفي دراستك، وليس هنالك أي مجال للتردد، فالأمر واضح جداً، هذه كلها نعم عظيمة وإنجازات كبيرة أن يكون لك عمل وأن تدرس في نفس الوقت، الأمر فقط يتطلب منك تنظيم وقتك ورفع همتك واستشعار المسئولية.

وقد ذكرت بنفسك أنه من الصعوبة أن تجد عملاً، ويجب أن تتذكر الذين يعملون عشرين ساعة في اليوم، وتجدهم بفضل الله في قمة الارتياح والاسترخاء النفسي، وفي الشباب توجد الطاقات، والإنسان إذا استشعر قيمة الأمر لا يقطعه أبداً، فعليك أن تعض عليه بالنواجذ، والدراسة لا تتطلب أكثر من ساعة أو ساعتين في اليوم، وفقط يجب أن تكون الدراسة منتظمة، وهذا هو المهم.

ضع لنفسك جدولاً يومياً، وأقول لك من تجربتي الشخصية: إن البكور فيه خير كثير، فترة الصباح قبل أن تذهب إلى العمل وبعد صلاة الفجر لماذا لا تدرس لمدة ساعة واحدة؟ وهذه تكفيك تماماً، وإذا أضفت لها ساعة أخرى في المساء فأنت لست في حاجة إلى أكثر من ذلك.

إذن ترتيب الوقت، وتذكر ما سوف يجلبه عليك هذا الأمر من إيجابيات عظيمة في حياتك، وهو التوفيق ما بين العمل والدراسة، والإنسان في بداية الأمر قد يستصعب الأمر كثيراً، ولكنه حين يستشعر قيمة هذا يحسن من دافعيته كثيراً، أنت ليس في حاجة إلى أي علاج دوائي، وأنا أقول لك: فقط رتب وقتك ولا تتردد أبداً، ولا تترك العمل ولا تترك الدراسة، فالقرار سهل، نسأل الله تعالى أن يعينك، وأن يوفقك، وأن تصل إلى ما تريد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً