الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر اضطراب الدورة في مشكلة تأخر الحمل وكيفية معالجتها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة منذ سنتين ونصف، وقد قمت قبل سنة وشهرين بإزالة كيس على المبيض (حجمه 5 سم)، ثم تناولت حبوب منع الحمل لمدة ستة أشهر، وتركتها منذ ثمانية أشهر، فانتظمت الدورة شهرين ثم اضطربت بقية الشهور.

وخلال هذه الفترة لم يحدث حمل، فذهبت إلى الطبيبة لأستفسر عن سبب عدم انتظام الدورة فقالت ربما يكون خللاً هرمونيا وتحتاجين كلوميد، فتخوفت من الكلوميد، فذهبت لطبيبة أخرى فأجرت تحليلا هرمونيا فكانت الهرمونات متوازنة وطبيعية ولله الحمد، فأخبرتني أن سبب تأخر الدورة قد يكون نفسيا، وكنت في فترة امتحانات، لكن نفسيتي الآن مرتاحة وما زالت الدورة مضطربة؛ مما يقلقني كثيراً، فهل هذا يؤثر على الحمل؟ وهل أتناول الكلوميد أم أنتظر؟ وهل أحتاج تحليلا آخر لأطمئن من خلاله على سبب عدم انتظام الدورة؟ وهل اضطراب الدورة يمنع الحمل؟!

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد ذكرت أنك متزوجة منذ سنتين ونصف، وقد مضت سنة وأربعة أشهر من بدء الزواج لم يحدث خلالها الحمل .. فهل كانت هذه رغبتكما؟ وإن لم تكن فهل لجأت أنت وزوجك خلالها إلى طبيب أو طبيبة وعرفتما السبب؟

على كل حال سأفترض أن زوجك قد أجرى تحاليل للسائل المنوي وكانت طبيعية والمشكلة فقط هي في عدم انتظام دورتك وأنك قد أجريت لك عملية إزالة كيس من المبيض، وكونك أحذت حبوباً لمنع الحمل بعد إزالة الكيس فهذا يوحي بأن هذا الكيس كان وظيفيا، بمعنى أنه كيس بسيط يحوي سائلا فقط وهذا شيء مطمئن، ولكن أي عملية تجرى في الجسم قد تخلف وراءها بعض الالتصاقات، وأحياناً قد تكون هذه الالتصاقات مجهرية لا نستطيع رؤيتها، وإن كانت قريبة من الأنابيب أو الرحم فقد تساهم وتساعد في تأخير حدوث الحمل، فيجب أن نضع هذا بعين الاعتبار حين تقييم حالتك، لذلك سأبدأ معك كالتالي:

أولاً: يجب التأكد بأن الأنابيب لديك سالكة ومفتوحة، وذلك عن طريق إجراء تصوير الرحم الظليل بالصبغة، فإن كانت مفتوحة فيجب التأكد من حدوث التبويض عندك، وأعني أنه يحب إجراء تحليل الهرمونات ثانية للتأكد من عدم وجود خلل يمكن إصلاحه في أي منها، ولكن إن كانت طبيعية إن شاء الله فهذا لا يضمن أن هناك تبويضا، ويجب إثبات حدوث التبويض بالمتابعة بالتصوير التلفزيوني وإجراء تحليل خاص في اليوم الحادي والعشرين من الدورة بعد تنظيمها.

وإن كانت الأنابيب لديك سالكة فلا تخافي من أخذ الكلوميد أو حتى الإبر المنشطة من أجل ضمان حدوث التبويض، فبالمتابعة الدقيقة من قبل طبيبتك يمكن تلافي أو التقليل من حدوث الأكياس إن كانت الطبيبة مختصة ولديها خبرة في علاج هذه الحالات، وذلك عن طريق ضبط الجرعة والمتابعة بتحليل الهرمون الذي يخرج من الأكياس وبالتصوير التلفزيوني.

وأنصحك بعدم إضاعة الوقت والتأكد من أن الأنابيب مفتوحة، ولا تخافي من أخذ الكلوميد، فهو علاج جيد في مثل حالتك مع المراقبة المستمرة، لكن إن كانت الأنابيب غير سالكة أو فيها انسداد فهنا أفضل لك أن تتابعي في مركز معتمد لمثل هذه الحالات فقد تحتاجين بالإضافة لتنشيط التبويض وتنظيم الدورة إلى عملية الإلقاح داخل الرحم أو أطفال الأنابيب، وأغلب هذه الحالات التي تشبه حالتك أصبحت - وبحمد الله - قابلة للعلاج في أيامنا هذه بالصبر والإيمان بالله والمتابعة الجيدة من قبل طبيب أو طبيبة ذات خبرة.

فعليك الآن إجراء الصورة الظليلة للرحم ومن ثم إن كانت طبيعية فلا تترددي في أخذ الكلوميد أو الإبر المنشطة وتوكلي على الله وأكثري من الدعاء، نسأل الله أن يرزقك بالذرية الصالحة التي تقر عينك بها.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً