الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أعد أتحمل مناظر النساء التي أراها في الجامعة!

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب ملتزم، ولكنني لم أعد أتحمل تلك المناظر الخليعة التي أراها في الجامعة بشكل غير إرادي، أمتلك بيتاً بحاجة للتأثيث فقط، ولا أمتلك أي شيء آخر، وسؤالي: هل أقدم على الزواج فوراً، أم أنتظر التخرج وإنهاء الخدمة العسكرية ومن ثم الوظيفة؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مراد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن خير البر عاجله، والزواج فيه حفظ للإنسان وعون له على بلوغ العفاف، وفيه دافع للنجاح، وما أكثر من يكمل دراسته بعد الزواج، وحبذا لو وجدت مساعدة الأهل، وأرجو أن تنقل لهم وجهة نظرنا ونظرك، فنحن في زمان الفتن، ولا أظن أنهم سوف يمتنعون عن الوقوف معك.

أما إذا كانت ظروف الأهل لا تسمح، فالإسلام يدعوك إلى العفاف كما جاء ذلك في كتاب الله: ((وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)) وتلك وصية النبي صلى الله عليه وسلم للشباب: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

كما أرجو أن تبتعد عن مواطن الفتن مثل الكافتيريا والحدائق في الجامعة، وعليك بمصادقة من يذكرك بالله إذا نسيت، ويعينك على طاعة الله إن ذكرت، وأشغل نفسك بالمفيد وبطاعة ربنا المجيد، واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً، وإذا كف الإنسان بصره عن الحرام باشر قلبه إيماناً يجد منه الحلاوة، والبعد عن المعاصي أيسر من معالجة التوبة، وصيانتنا لأعراضنا تبدأ من صيانتنا لأعراض الآخرين.

ورغم أننا نوافقك على أن الفتن كثيرة، إلا أن إيمان المؤمن ومراقبته لله أقوى من ذلك، ونحن على أبواب شهر رمضان الذي يترك فيه أهل الإيمان حتى الطعام والشراب، وهذا أكبر دليل على قوة الإرادة التي يملكها المؤمن بالله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، فإنه سبحانه يحفظ عباده ويسهل أمورهم، ومرحباً بك في موقعك، وكم نحن سعداء بهذه الاستشارة التي تدل على أن فيك الخير وأنك على الخير، والبر وما أطمأنت إليه النفس.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً