الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأدوية المستخدمة لعلاج كثرة النوم .. ونصائح للصحة النومية

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة متزوجة عمري 23 سنة، ليس لدي أبناء ومشكلتي هي كثرة النوم، فأنا ممن يحبون النوم كثيراً، وأجد حياتي كلها نعاساً، حتى عند إرادة الذهاب صباحاً للعمل أجد نفسي ضحية الفراش، فكثيرا ما يسيطر النوم عليّ، وحتى إن ذهبت إلى العمل خلال السبع ساعات أحياناً لا أستطيع السيطرة على النعاس حتى وإن كنت كثيرة الانشغال، وقد أصبح ذلك شيئاً طبيعياً بالنسبة لي.

وعند رجوعي للمنزل أنام ثلاث ساعات وأيضاً أظل منهكة، وأرقد سريعاً في الليل، وفي الإجازة أنام من الساعة الواحدة ليلاً إلى الثانية ظهراً، فما العمل؟ وكيف أبرمج نفسي؟ علماً بأني تركت قيلولة النهار فوجدت نفسي أنام أكثر، ولا أذهب إلى العمل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت دبي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن كثرة النوم قطعاً ليس بالأمر الصحي، والنوم يقاس ليس بعدد الساعات فقط، ولكن يقاس أيضاً بشعور الإنسان بعد استيقاظه من نومه في الصباح، فإذا وجد نفسه نشطاً ومتقبلاً للحياة ويحس بطاقات نفسية وجسدية إيجابية يعني أنه قد نام نوماً طيباً وصحياً.

كثرة النوم من النوع الذي وصفته تحدث لأسباب نفسية أو أسباب عضوية أو لأسباب اجتماعية، الأسباب العضوية: عجز الغدة الدرقية ربما يؤدي إلى زيادة في النوم وشعور بالتكاسل.

أما الأسباب النفسية فأهمها الاكتئاب النفسي، هنالك نوع من الاكتئاب النفسي يؤدي إلى زيادة في النوم وهذا النوم لا يكون نوماً صحياً.

أما الأسباب الاجتماعية فهو يكون سبب النوم الكثير هو مجرد عادة اجتماعية سيئة اكتسبها الإنسان نتيجة الكسل وعدم إدارة الوقت بصورة جيدة.

فإذن الذي تبدئي به هو أن تفحصي وظائف الغدة الدرقية، أنا لا أقول أنك تعانين من عجز فيها، ولكن لابد من أن نتأكد من مستوى هذا الهرمون، وإذا اتضح أن هنالك أي تغير أو ضعف في إفرازه فهذا يمكن تعويضه بكل سهولة.

الجانب الآخر والمهم وهو أنني لم أشعر أنك تعانين من اكتئاب حقيقي، ولكن دائماً في مثل عمرك لا بد أن نفكر أيضاً في الاكتئاب الداخلي أو المقنع، والبعض ينصح بإعطاء أدوية مضادة للاكتئاب مثل عقار تجارياً باسم (وليبيوترين Wellbutrin) ويسمى علمياً باسم (ببربيون Bupropion)، دواء جيد يزيد من مستوى اليقظة ويحسن المزاج، وجرعته هي مائة وخمسون مليجراماً يومياً لمدة أسبوعين، ثم تكون الجرعة مائة وخمسين مليجراماً صباحاً ومساءً، ويكون الاستمرار عليه لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى مائة وخمسين مليجراماً صباحاً لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء.

هذا أحد الخيارات التي يمكنك أن تبدئي بتناولها، وهو عقار سليم وجيد، والخيار الثاني هو عقار يعرف تجارياً باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، وهو دواء مشهور جدّاً محسن للمزاج ويزيد من الدافعية والطاقات النفسية والجسدية، وجرعته في مثل حالتك هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة يوماً بعد يوم لمدة شهرين، ثم يتم التوقف عن تناوله.

إذن عليك بأحد الخيارين، وهذه الأدوية سليمة، حتى وإن لم يوجد اكتئاب لن تسبب لك أي ضرر إن شاء الله، وسوف تساعدك بإذن الله، وبقي أن أوجّه لك بعض النصائح فيما يخص الصحة النومية:

أولاً: اعلمي أن النوم الليلي هو النوم الأفضل والصحي.

ثانياً: لا بد أن تثبتي وقتاً في الليل لأن تذهبي فيه إلى الفراش للنوم، وحوالي التاسعة أو العاشرة مساءً أعتقد أن هذا وقت طيب ومعقول.

ثالثاً: تجنبي النوم النهاري، وأعتقد أنك لا تنامين كثيراً في أثناء النهار كما ذكرتِ.

رابعاً: من المهم أن تمارسي الرياضة؛ لأن الرياضة مهمة جدّاً في الصحة النومية.

خامساً: من الضروري أن تتناولي فنجاناً مركزاً من القهوة في الصباح، وكذلك في وقت المغرب، هذا الكوب المركز من القهوة لا شك أنه سوف يساعدك كثيراً.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وعليك دائماً أن تضعي جدولة لإدارة وقتك، تلتزمي بها تماماً، والإنسان يمكن أن يطبع نفسه، يمكن أن يعدل من ساعته البيولوجية، وذلك باستشعاره للمهام الحياتية إذا كانت على مستوى العمل أو الواجبات المنزلية أو الواجبات الاجتماعية، أن تضعي لنفسك منهجاً لإدارة الوقت وتتقيدي به سوف يكون مفيداً بالنسبة لك، ومن تجربتي الشخصية أن الالتزام بالصلوات في وقتها يساعد الإنسان كثيراً على إدارة وقته، وإن شاء الله أنت تكونين حريصة على ذلك، نسأل الله لك الشفاء والعافية ونوماً صحياً هنيئاً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً