الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطراب في الغدة الدرقية وملل من استعمال الدواء يومياً/ تساقط الشعر وأكزيما بالجلد

السؤال

لدي اضطراب في الغدة وأعالجها من سنتين، فهل يوجد علاج؟ علماً بأني تعبت من أخذ الحبة يومياً، والدكتور يطلب مني أخذها طوال عمري، وهذا صعب.

والدوره تنقطع عندي لمدة شهرين إلى خمسة أشهر بسبب الغدة، ولدي تسقاط شديد بالشعر، وأكزيما بالجلد، فماذا أفعل؟ وهل لها علاج؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غرور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك لم توضحي نوعية اضطراب الغدة الذي تعانين منه، فإذا كان الاضطراب هو الإصابة بالعجز في إفراز هرمون الغدة الدرقية فلا يوجد أي علاج غير تناول الهرمون في شكل حبوب بصفة يومية، وهذا لا يعتبر صعباً؛ لأنه قبل سنوات كان لا يوجد أي علاج لعجز الغدة الدرقية، لكن الآن بفضل الله يوجد هذا الدواء الذي يعرف باسم (ثايروكسن) وهو سليم وبسيط.

وأنت صغيرة في السن وعليك أن تكوني حريصة على صحتك، ويجب أن لا تنزعجي ولا تتضايقي، الإنسان إذا أصيب بمرض من هذا النوع يجب أن يكون صديقاً لمرضه، فإننا نعرف الآن الأطفال الذين يعانون من السكر منذ الولادة تجدهم متفهمين تماماً طبيعة حالتهم ويتناولون إبر وحقن الأنسولين يومياً مرة أو مرتين أو ثلاثة.

فالإنسان يجب أن يتطبع ويجب أن يتعايش مع الحالة التي يعاني منها، وصحة الإنسان ضرورية له، وهذه الأدوية هي نعمة من نعم الله.

إذا كانت الحالة التي تعانين منها هي زيادة في إفراز هرمون الغدة الدرقية فالحبوب تعتبر نوعاً من العلاج، وهنالك علاجات أخرى مثل الإزالة الجراحية لتضخم الغدة، وهنالك علاج آخر وهو إعطاء الأيودين المشع، ولكن في حالتك قطعاً لن يكون مناسباً؛ لأن من مضاره قد يؤدي إلى العقم، فإذن خيارك هو الحبوب أو الجراحة، وهذا متروك لتقدير الأطباء.

وأنصحك بأن تراجعي طبيب الغدد، ويجب أن تسأليه عن كل الاحتمالات، وأنا متأكد من أن الطبيب المختص سوف يشرح لك الأمر تماماً، وعليك أن تتقبلي إذا ذكر لك أن العلاج الأفضل لك هو تناول الحبوب.

وكما ذكرت لك لا تنسي الأطفال الذي يعانون من أمراض مزمنة كالسكر وأمراض أخرى وتجدهم فرحين ويتناولون علاجهم دون أي مشكلة ولله الحمد، وأعرف منهم من تفوق في دراسته، وكلهم الحمد لله يعيشون حياتهم طبيعية.

فالإنسان يجب أن يقبل ما به، وهذا يعتبر نوعاً من الابتلاء البسيط، وبفضل الله تعالى الآن توجد هذه الأدوية وهذه العلاجات وهي رحمة مهداة، فأرجو أن لا تتضايقي وأن لا تنزعجي أبداً، وعيشي حياتك بصورة طبيعية.

بالنسبة لانقطاع الدورة الشهرية أو عدم انتظامها، هذا ربما يكون راجعاً لاضطراب الغدة، ولكنه يعرف أيضاً أن الفتيات في سن صغيرة تكون الدورة الشهرية لديهنَّ ليست منتظمة لدى معظمهنَّ.

فهذا قد يكون وضعاً طبيعياً أو قد يكون ناتجاً من اضطراب الغدة، فلذا عليك أن تناقشي هذا الأمر أيضاً مع طبيب الغدد، ومتى ما انتظم إفراز الغدة الدرقية وكان على المستوى المطلوب هذا إن شاء الله ينعكس إيجاباً عليك وتكون الدورة الشهرية أكثر انتظاماً.

وأما سقوط الشعر والإصابة بالأكزيما ربما يكون ذلك ناتجاً من القلق، وهناك علاجات جيدة يقوم بوصفها طبيب الأمراض الجلدية، ونحن من جانبنا أيضاً ننصح بتناول أحد الأدوية المضادة للقلق التي وجد أنها تساعد في علاج سقوط الشعر والأكزيما إذا كان الإنسان فعلاً يحس بالقلق، أحد الأدوية الجيدة التي ننصح بها هو دواء يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، والجرعة المطلوبة صغيرة جدّاً، خمسة مليجرامات ليلاً لمدة ستة أشهر.

والسبرالكس يوجد في عبوة عشرة مليجرامات وعشرين مليجراماً، إذن أنت تكونين محتاجة لنصف حبة من فئة الحبة التي قوتها عشرة مليجرامات، هذا هو الذي أنصح به، نسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على تواصلك معنا في إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً