الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنواع مرض السكري ومخاطره

السؤال

السلام عليكم

ماذا نقصد بمرض السكري من الدرجة الثانية؟ وهل هو خطير؟ وهل يمكن أن يكون سبباً من أسباب عدم الإنجاب؟!

وجزاكم الله خيراً وكل عام وأنتم بخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتقسم منظمة الصحة العالمية السكري إلى ثلاثة أنماط رئيسية، وهي:
1- سكري النمط الأول (Diabetes type 1).
2- سكري النمط الثاني (Diabetes type 2).
3- سكري الحوامل (Gestational).

فهذه أنماط للسكري، وليس درجات، والسكري من النمط الأول يظهر في الطفولة عند الصغار، والثاني عند الكبار، وكل نمط له أسباب، ولكن تتشابه كل أنماط السكري في أن سببها هو عدم إنتاج كمية كافية من الأنسولين من قبل خلايا بيتا في البنكرياس.

ولكن أسباب عجز هذه الخلايا عن ذلك تختلف باختلاف النمط، فسبب عجز خلايا بيتا عن إفراز الأنسولين الكافي في النمط الأول يرجع إلى تدمير (مناعي ذاتي) لهذه الخلايا في البنكرياس، بينما يرجع هذا السبب في النمط الثاني إلى وجود مقاومة الأنسولين في الأنسجة التي يؤثر فيها، أي إن هذه الأنسجة لا تستجيب لمفعول الأنسولين مما يؤدي إلى الحاجة لكميات مرتفعة فوق المستوى الطبيعي للأنسولين، فتظهر أعراض السكري عندما تعجز خلايا بيتا عن تلبية هذه الحاجة.

أما سكري الحوامل فهو مماثل للنمط الثاني من حيث أن سببه أيضاً يتضمن مقاومة الأنسولين؛ لأن الهرمونات التي تُفرز أثناء الحمل يمكن أن تسبب مقاومة الأنسولين عند النساء المؤهبات وراثياً.

ويُعالج النمط الأول – الذي فيه لا يفرز البنكرياس الأنسولين – مباشرة عن طريق حقن الأنسولين، ويكون علاج النمط الثاني الحمية الغذاية، وتنزيل الوزن، والمشي، وتناول الحبوب، وفي بعض الأحيان الحقن بالأنسولين، ويمكن لمرض السكري أن يسبب العديد من المضاعفات، فالمضاعفات قصيرة المدى هي نقص سكر الدم، وتحدث هذه المضاعفات إذا كان المريض لا يلقى العناية الكافية.

أما المضاعفات طويلة المدى فتشمل أمراض الجهاز الدوري (كالأمراض القلبية الوعائية، ويصبح احتمال الإصابة بها مُضاعفاً بوجود السكري)، كما تشمل المضاعفات حدوث قصور كلوي مزمن، تلف الشبكية الذي يمكنه أن يؤدي للعمى، والتهاب الأعصاب المحيطية، وله أنواع كثيرة، تلف الشعيرات الدموية الذي يمكن أن يؤدي لعدم الانتصاب عند الرجال، وبطء التئام الجروح، ويمكن أن يؤدي بطء التئام الجروح – خصوصاً جروح القدمين – إلى الغرغرينة التي يمكن أن تؤدي إلى البتر.

فيمكن للرعاية الطبية المتتابعة للمرض بالإضافة إلى التأكد من ضبط ضغط الدم، وكذلك العوامل الأخرى بأسلوب مثل التوقف عن التدخين، وتنزيل الوزن، والحفاظ على وزن طبيعي أن تقلل من مخاطر المضاعفات التي سبق ذكرها.

أما بالنسبة للإنجاب فإنه أحياناً يكون السكري مترافقاً مع مرض تكيس المبايض، وهذا قد يسبب عدم الإنجاب؛ لذا يجب علاج هذا التكيس، والسيدة المصابة بمرض السكري بإمكانها الزواج والحمل والولادة، شأنها شأن غيرها من الفتيات، إنما عليها المواظبة على العلاج، واتباع تعليمات طبيبها المعالج خاصة عند الحمل.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً