الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نفور الزوجة عن الزوج بسبب إجبارها على الزواج به وعدم تقبلها للحياة معه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى من سيساعدني:
أنا فتاة في سن 18 أرغمت على الزواج من ابن عمي ومر على زواجنا حوالي الشهرين، هو رجل كريم، وحسن الخلق لا ينقصه شيء ـ ما شاء الله ـ.

المشكلة هي أني لم أكن أرغب في الزواج، أرغمت عليه بحكم العادات والقرب، هذا الشعور مستمر معي إلى الآن، أصبحت أشعر بالاكتئاب، لم أعد كما كنت سابقاً، لم أعد أطيق وجوده بالقرب مني، أنا الآن خائفة في أن أقصر في واجباتي تجاهه، ما العمل؟

أرجوكم ساعدوني، أشعر بأني أقتل كل يوم وأنا على هذا الوضع الذي لم يكن برغبتي، أفكر بالخلع .. لا أعلم ماذا أفعل؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فمرحباً بك - أيتها الأخت الكريمة - في موقعك استشارات إسلام ويب، بين آبائك وإخوانك الذين يحرصون على أن يسدوا إليك خالص النصح ويشيرون عليك بما يرونه سديد الرأي.

أيتها الأخت الكريمة: إننا نشاركك مشاعر الضيق ونقدر ما تعانين، ونسأل الله تعالى - بمنّه وكرمه - أن يفرج كربك، ويحبب إليك زوجك ويقدر لك الخير.

لقد أحسنت أختِي الكريمة - بارك الله فيك – حين أنصفت زوجك حين ذكرت ما فيه من خصال الخير وهذا من رجاحة عقلك، ونتمنى أن تكوني عاقلة كذلك في موازنة الأمور والنظر في المصالح والمفاسد .. إننا أيتها الفاضلة نتمنى أن تتذكري ما يلي:

1) تذكري حالك بعد الطلاق لو حصل الطلاق هل ستكونين أسعد من الآن؟ حين تصبحين بلا زوج وتطاردك نظرات الناس منها الشامتة ومنها الراحمة، وقد تقضين بقية حياتك وحيدة منفردة.

2) تذكري كلام الناس فيك، وسبب مفارقتك لزوجك لاسيما أنك ذكرت أنه ذو أخلاق كريمة، فماذا تتوقعين أن يقول الناس عنك، وهل سيتشجع أحد للتقدم للزواج بك ثانية إذا كنت فارقت هذا الرجل الذي لا عيب فيه ولا ينقصه شيء كما ذكرت.

3) نحن نعلم - أختي الكريمة – أنك لا تجدين له حبّاً في قلبك، لكننا نذكرك بقول أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه حين قال لرجل لا يحب زوجته يريد أن يطلقها، فقال له: (ليس كل البيوت تُبنى على الحب، فأين الرعاية والترحم). فهناك إذن أمور أخرى قد تدعو إلى بقاء الزوجين والمحافظة على الأسرة، وليس الحب وحده هو الداعي إلى تكوين البيوت.

4) تذكري أنك لا تزالين في الأشهر الأولى من الزواج، ولم تري أطفالك بعد، فإذا جاء الأطفال فإنهم سيكونون سبباً للمودة بينك وبين زوجك.

5) تذكري ملايين من النساء يعانين العنوسة، وتتمنى الواحدة منهنَّ زوجاً، فإذا تذكرت هذا عرفت نعمة الله عليك، فيدعوك ذلك لشكر النعمة والمحافظة عليها.

كل هذا - أيتها الأخت - يدعوك إلى إعادة النظر في الأمر بعقل وتروٍّ دون انفعال واستعجال، وهذا النظر سيخفف عنك ما تجدين من الضيق وسيقلل ما تجدينه من نفرة من زوجك، وأهم ما نوصيك به مع هذا كله اللجوء إلى الله تعالى ودعاؤه باضطرار أن يحبب إليك زوجك، فإذا فعلت كل هذا ولم يجد نفعاً وبقيت على ما أنت فيه وخشيت الوقوع فيما حرّم الله عليك من نشوز على الزوج أو تضييع لحقه، فلا حرج عليك في طلب الطلاق، لكننا نشدد عليك أن لا تتعجلي إلى هذا، واجعليه آخر خطوات العلاج، فآخر العلاج الكي.

يسر الله أمرك، وقدر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً