الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق والتوتر .. أسبابهما وتأثيرهما على الوزن

السؤال

السلام عليكم.

أنا طولي 172 ووزني 50 وأرغب في أن أصل إلى الوزن الطبيعي، ولكن أعاني من حالة من القلق والتوتر الناتج عن كثرة التفكير والجلوس أمام النت وقلة النوم.

وأحياناً أقشر أظافري عندما أكون قلقة أو أثناء التفكير وأشعر برعشة في اليدين، هل هذا من أسباب التوتر؟ وما علاجه؟ وعرفت أن من أسباب النحافة التوتر لأنه يحرق سعرات.

ولذلك أرغب في التخلص من التوتر وإفادتي بالنصائح المفيدة لحالتي.
وعرفت دوائين وأرغب في الاستفسار عنهما، وهل سيكونان مفيدين لعلاج النحافة وهم ( نوديبرين – أقراص - توفيسوبام 50 مجم ) والدواء الثاني ( بريجفيت زنك )؟ وهل أخذ الدواءين معاً يساهم في زيادة الوزن والاستفادة من الأكل والتخلص من التوتر؟

ولدي عسر هضم، فأنا سريعة في الأكل، هل هذا يعتبر من أسباب عسر الهضم والنحافة أيضاً؟ وهل تحليل الغدد سيفيد في مثل حالتي للتعرف على سبب النحافة بالضبط؟ وما نوع تحليل الغدد الخاص بالنحافة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن القلق والتوتر وانشغال البال هي الأسباب التي تؤدي إلى نقصان الوزن، وأنت لديك أعراض قلقية واضحة، فأنت تعانين من التوتر ولديك أفكار متداخلة وأيضاً لديك اضطراب في النوم.

كما أنه لديك هذه المشكلة والتي تتمثل في قضم الأظافر حينما تكونين قلقة، وكذلك الرعشة في اليدين. هذه كلها أعراض قلقية ولا شك في ذلك.

من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى القلق وفقدان الوزن هو زيادة إفراز الغدة الدرقية، لكن لا أعتقد أن ذلك ينطبق عليك، ولكن أيضاً من المستحسن ومن الأفضل أن تقومي بفحص هرمون الغدة الدرقية، وإذا اتضح أنه توجد أي زيادة في هذا الهرمون فهذا علاجه سهل جدّاً ويمكن مقابلة طبيب الغدد.

الأدوية التي ذكرتها لعلاج النحافة، حقيقة أنا لا أرى أنه يوجد أي داعٍ لتناول هذه الأدوية.

أنت في حاجة لتناول دواء يزيل القلق، وبعد أن يزول القلق سوف تجدين أن تقبلك وشهيتك للطعام قد تحسنت كثيراً.

هنالك دواء هو مضاد في الأصل للاكتئاب وكذلك القلق يعرف تجارياً باسم (ريمارون Remeron) ويعرف علمياً باسم (ميرتازبين Mirtazapine)، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة عشرة مليجرام – ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة ليلاً، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقفي عن تناول الدواء.

يتميز الريمارون بأنه دواء فعال وسليم جدّاً، وهو يساعد في زياد الوزن وكذلك يساعد في تحسن النوم بصورة واضحة جدّاً وهو غير إدماني وغير تعودي.

هذا هو الدواء الذي أراه أنسب في حالتك، كما أن هذا الدواء لا يؤدي إلى أي اضطرابات في المعدة أو عسر في الهضم، وإن شاء الله بعد أن يزول القلق والتوتر سوف تجدي أن الهضم لديك قد تحسن.

أنصحك بالطبع أيضاً بممارسة تمارين رياضية بسيطة، فهي إن شاء الله تساعد في امتصاص الطاقات النفسية السلبية، وكذلك في إزالة القلق والتوتر.

سيكون أيضاً من الجيد جدّاً أن تطبقي وتمارسي بعض تمارين الاسترخاء، وتوجد كتيبات وأشرطة كثيرة جدّاً الآن في المكتبات، يمكنك الحصول على أحد هذه الوسائل التعليمية واتباع التعليمات الواردة بها وتطبيق تمارين الاسترخاء يومياً لمدة ثلاثة إلى أربعة أسابيع، وسوف تجدي فيها إن شاء الله فائدة كبيرة وكثيرة جدّاً.

عليك أيضاً أن تقللي من التفكير السلبي، وتستبدلي أي فكرة سلبية بفكرة إيجابية، وأنصحك أيضاً أن تعبري عن ذاتك أولاً بأول خاصة حيال الأشياء والمواضيع التي قد لا ترضيك؛ لأن السكوت عن ما لا يُرضي يؤدي إلى تكوّنات سلبية داخلية واحتقانات نفسية سلبية تجعل الإنسان كثير التوتر وكثير الانفعال.

حالتك إن شاء الله هي حالة بسيطة جدّاً، وفقط أنصحك حقيقة بأن تقللي من الجلوس على النت؛ لأن هنالك دراسات الآن كثيرة جدّاً تشير أن هناك إدماناً حقيقياً على الإنترنت، وقد اطلعت في الآونة الأخيرة أن بالصين يوجد حوالي أربعة إلى خمسة مليون شخص أدمنوا الإنترنت، وقامت الدولة بإدخالهم في معسكرات تدريبية شاقة جدّاً، وقد وُجد أن هذا هو العلاج الوحيد لهم.

فعليك إذن أن تستثمري وقتك بصورة إيجابية، فإن هنالك أشياء أخرى جميلة يمكن أن يدمنها الإنسان في حياته مثل القراءة والاطلاع، ومثل تلاوة القرآن، الصلاة والصيام وأنواع العبادة، وأعمال البر والخير والأعمال التطوعية، والتواصل مع الأرحام والصديقات، تحصيل العلم أيّاً كان سواء كان شرعياً أو دنيوياً.

هذه كلها أشياء جميلة جدّاً في الحياة إذا مارسها الإنسان وحافظ عليها يجد فيها إن شاء الله راحة بال وخير كبير، ولا تعود عليه بأي ضرر بل منافع في الدنيا والآخرة.

هذا هو الذي أود أن أقوله لك، وأسأل الله لك العافية والشفاء، ونحن نشكرك ونقدر لك كثيراً تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً