الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هاجس النحافة جعلني أُعرض عن الزواج، فهل من نصيحة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 24 سنة، أدرس في آخر سنة في الجامعة -بحمد الله-، ملتزم وعلى خلق، لدي من الإيجابيات والمواهب الكثير -ولله الحمد-، ومشكلتي الوحيدة هي هاجس النحافة، حيث أن أن طولي 152 سم ووزني 44 كج، وعلى الرغم من أني حاولت جاهداً علاجه لكن دون جدوى، وقد عرض والدي علي الزواج فرفضت بسبب هذه المشكلة، حيث أفكر كيف سيكون مظهري ليلة العرس، وهذا ما أوجعني، وجزيتم خيراً على ما تقدمونه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن رسالتك هذه تحمل مؤشرات أنك لا تعاني من علة رئيسية أبداً، فأنت بفضل الله قد حباك الله الكثير من الإيجابيات، ونسأل الله لك المزيد وأن يجعلنا وإياك من الشاكرين على النعم، -بفضل الله- أنت على أعتاب التخرج وأنت ملتزم وذو خلق ولك إيجابيات ومواهب ولله الحمد، هذا هو العقد الذهبي -إذا جاز التعبير- الذي حين يتحلى به الإنسان لا شك أن ذلك إن شاء الله سيكون نجاحاً وفلاحاً له في الدنيا والآخرة، فاحفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة.

مشكلتك الوحيدة -كما ذكرت- هذه النحافة، وأنا سعيد أنك قد سميته هاجساً، وكما تعرف أن الناس تختلف في أوزانها، والنحافة وكذلك السمنة قد تلعب العوامل الوراثية فيها دوراً، والآن الناس تبحث عن النحافة، ولكني أتفق معك أن وزن أربعة وأربعين كيلوجراماً قد يكون منخفض بعض الشيء، وأنت بما أن طولك مائة وخمسين سنتيمتراً، فالوزن الطبي المثالي لك هو تقريباً سبعة أو ثمانية وأربعين كيلوجراماً.

فعليك أن تخطو خطوة أولية وهي خطوة مهمة، وهي أن تقوم بإجراء فحص عام، اذهب إلى طبيب الأمراض الباطنية أو إلى طبيب الأسرة في المركز الصحي، ودعه يقوم بإجراء فحص الدم، هناك مؤشرات ضرورية لدى الأطباء وهي التأكد من قوة الدم، ووظائف الكلى، ووظائف الكبد، وهنالك فحص هام وضروري جدّاً وهو فحص الغدة الدرقية، هذا يجب أن يُركز عليه؛ لأنه في بعض الأحيان إذا كان هنالك زيادة في إفراز الغدة الدرقية هذا قد يؤدي إلى نقص في الوزن، هذا الاحتمال احتمال ضعيف، ولكن هذه الفحوصات تجعل الإنسان يطمأن، وأنا أراها نوع من التحوط الجيد، وإذا حدث أنه تم اكتشاف أي زيادة في إفراز هرمون الغدة فهذا سهل العلاج جدّاً، وأكرر وأقول لك أن الاحتمال احتمال ضعيف، فأرجو ألا يتكون لديك هاجس آخر.

بعد التأكد من الفحوصات -وإن شاء الله كلها سليمة- أقول لك: حاول أن تتدارس المكونات الغذائية التي تتناولها، فيجب أن تعيد النظر في نظامك الغذائي،وربما سيكون من الجيد أن تسترشد بأي أخصائي في التغذية، وهم الآن -الحمد لله- كثر، وهنالك كتب متعددة، والمهم في الأمر هو أن تحسب بصورة تقديرية عدد السعرات الحرارية التي تتناولها في اليوم، فإذا كان تناولك الآن هو ألف إلى ألفين من سعر حراري فأنت محتاج أن تتناول أغذية تحتوي على سعرات حرارية زائدة، ولابد أن يكون غذائك متوازناً، أي أن تتناول كمية من البروتين والسكريات وكميات بسيطة من الدهنيات، ويجب أن تركز على الخضر وعلى الفاكهة.

هذا هو المنهج الأساسي الأول، ولا تنشغل أبداً بأن جسمك نحيف؛ لأن القلق في حد ذاته يؤدي كثيراً إلى أن يكون الإنسان مشغولا بحجم جسده، وهذا بالطبع قد يؤدي إلى شيء من التوهم المرضي.

أنصحك أيضاً أن تمارس الرياضة في حدود المعقول؛ لأن الرياضة تزيد الوزن لدى الذين يعانون من النحافة، وتقلل الوزن لدى الوزن لديهم زيادة في الوزن، فاجعل لنفسك نصيباً في ممارس الرياضة.

عليك أيضاً بالنوم المبكر، هذا يفيد جدّاً، وحبذا لو توقفت عن تناول الشاي والقهوة؛ لأن الكافيين يمنع الناس من تناول الأغذية الطيبة. أيضاً أبتعد عن هذه المشروبات (البيبسي والكولا) ولا مانع من شراب عصير البرتقال الطازج، كما أن عصير الطماطم جيد ومفيد.

ولا أنصح أبداً بأن تتناول أي أدوية الفاتحة للشهية أو التي تزيد الوزن، أعتقد لكل إنسان دناميهات فسيولوجية داخلية معينة ليس أبداً من حقنا وليس من المحمود أن نقوم بالتسبب في شيء من الخلل في هذه المسارات البيولوجية والفسيولوجية الطبيعية، نسأل الله لك العافية والشفاء، وأسأل الله تعالى أن يتم لك الزواج، وليس هنالك ما يدعوك لهذا الهاجس أبداً، حتى وإن لم يزد وزنك، فأنت معروف بالنحافة والكثير يتمتع بالنحافة وليس هنالك أبداً ما يجعلك أن تخجل أو تحس بأي نوع من الدونية أو النقصان، ونشكرك كثيراً على تواصلك معنا في إسلام ويب.

ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول النحافة وعلاجها: (1593715843225641-15189-17467-260116)، وأطعمة وأغذية لعلاج النحافة: (54865-54482-24886).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً