الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض الأهل للخاطب والبحث عن أسبابه

السؤال

أنا طالبة في السنة الرابعة في الجامعة، تقدم لخطبتي شخص عرفني في الجامعة وهو ملتزم دينياً وخلقياً، لكن والدي رفض الشخص بحجة أني محجوزة لولد عمي، ثم تقدم لخطبتي مرة ثانية، وتم الرفض القطعي من قبل أهلي بدون تفكير أو حتى مجرد السؤال عن الولد وأهله، وأخذوا يلتمسون الأعذار لأننا ما زلنا طلاباً في الجامعة، وأحياناً يقولون إننا أصلاً لا نريده أبداً، ولا نريد لك الزواج من تلك القرية، على الرغم من أننا من نفس المنطقة، ولكن من قرى مختلفة وليست بعيدة عن بعض وكذلك نحن جميعاً من نفس القبيلة، ولد عمي سيتزوج قريباً وهم على علم بذلك، ولكنهم ينكرونه بحجة أنهم يريدون تزويجه لآخر لحظة، وهم يدركون تماماً أني لا أرغب في الزواج من ولد عمي من قبل أن أعرف هذا الشاب أو يعرفني، أريد استشارتكم في هذا الموضوع، وهل لدى أهلي الحق في رفض هذا الشخص ؟ لا أعرف كيف أتعامل معهم، أنا أحب هذا الشخص كثيراً وهو يحبني، ومع ذلك قطعت علاقتي به نهائياً احتراماً لهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة /سارة حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته   وبعد،،،

بدايةً يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يوفقك إلى كل خير، وأن يثبتك على الحق، وأن يمن عليك بتحقيق أملك وإجابة دعائك، وأن يجمعك في الحلال بمن تحبين ما دام ذا خلق ودين.

الأخت الكريمة سارة : كم أنا سعيدٌ فعلاً باحترامك لأهلك وقطعك لعلاقتك بهذا الشاب، فهذا إن دل فإنما يدل على حسن خلقك وكريم صفاتك، وتقديرك لأهلك واحترامك لهم وإن خالفوك في الرأي، فحياك الله وبارك فيك، وكثر من أمثالك، إنه جوادٌ كريم .

وبخصوص رفض أهلك لهذا الشاب رغم أنه مناسب لك بل ومن قبيلتك، ويتمتع بخلقٍ ودين، فلعل وراء هذا دافعٌ أو سبب لم يطلعوك عليه، لذا أنصح بسؤال الوالدة واستدراجها لمعرفة السبب في الرفض، فإن كان مقبولاً ومشروعاً فأرى ألا تخالفي أهلك؛ حتى لا تقعي في العقوبة وقطع الرحم، وإن كان مجرد رفض غير مبرر فليس لهم الحق في ذلك، وعليك مواصلة الضغط والمحاولة حتى ولو اقتضى الأمر إدخال بعض الفضلاء والعقلاء من أهلك أو غيرهم لحث أهلك على الموافقة، وعليك أولاً وقبل كل شيء بالدعاء والإلحاح على الله أن يشرح صدر أهلك للموافقة عليه، وهذا أعظم سلاح يتسلح به المسلم في قضاء حوائجه، واعلمي أنه (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، وأنه ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وأنه جل جلاله يحب المسلمين في الدعاء، فلا أرى لك أفضل من ذلك، ولا تتوقفي عنه حتى يفصل الله بينك وبين أهلك، ويمن عليك بقضاء حاجتك.
لك منا بالموقع خالص الدعاء بقضاء حاجتك وتحقيق أملك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً