الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية الخلاص من برودة مشاعر الفتاة تجاه أمها

السؤال

السلام عليكم.

أنا أشعر بأني باردة في مشاعري مع أمي، ولست قريبةً منها، لا أقول لها شيئاً عني بعكس أختي، لا أعرف هل هو برود عندي أم ماذا بالضبط؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإن افتقاد المشاعر الوجدانية للتفاعل مع الآخرين قد يكون سمةً من سمات الشخصية، ونشاهد ذلك كثيراً في الشخصية الانطوائية، وفي حالتك إذا كان الأمر فقط ينحصر في قلة التواصل أو برودة المشاعر حيال أمك فلا شك أن هذا موضوع شخصي وليس بالأمر العام المتعلق بشخصيتك، وهنا أنت مطالبة بأن تصححي مفاهيمك، وتعرفي قدر العلاقة الوالدية، وأهمية بر الوالدين، أنا أعرف أنك مطلعة على ذلك، ولكني أريدك أن تستشعري الأمر بعمق، فتقربك لوالدتك، والتبسم في وجهها، ومساعدتها وبرها يجعلها تتقرب إليك أكثر.

وأؤكد لك أن أمك تحبك بنفس المستوى الذي تحب به أختك الأخرى؛ لأن حب الوالدين لأبنائهم وبناتهم هو أمر فطري وغريزي، وعلى الأبناء أن يبادلوا والديهم هذه المشاعر حتى تتوطد صلات المحبة بين الجميع، فإذن أنت مطالبة بأن تقدمي على والدتك، يجب أن تأخذي أنت المبادرة، قبِّلي يدها ورأسها في الصباح مثلاً، حتى وإن كانت مشاعرك ليست صادقةً أو حقيقيةً قومي بهذا الفعل آلياً، وبعد ذلك سوف تبدأ العواطف في البناء؛ لأن والدتك سوف تبادلك هذه المشاعر الطيبة.

أرى أن هذا هو الوسيلة العلاجية، وتذكرك لضرورة البر للوالدة سوف يجعل لديك الدافع إن شاء الله، وأيضاً تقربي لوالدتك بمساعدتها في المنزل، قومي بالاهتمام بشؤونها بصفة عامة، وهذه المساعدة وهذا التداخل وهذا التمازج سوف يغير مشاعرك من مشاعر باردة إلى مشاعر إيجابية.

ولا أعتقد أن لديك مشكلة مرضية، أنا أعتقد أن الأمر ربما يكون متعلقاً بشخصيتك، أو سوء تفاهم بينك وبين الوالدة في مرحلة ما لم يتم الاهتمام بها، وإن كان أي شيء من ذلك قد حدث فلابد أن تقابلي الأمر بالإحسان وبالمسامحة، وتذكر حقوق الوالدين.

وختاماً: نشكرك على تواصلك مع موقعك (إسلام ويب).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً