الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية علاج الظنان والشكوك

السؤال

أمر بمرحلة من التفكير العجيب منذ فترة، وأعتقد أن هناك أناسا يتجسسون عليّ، وأشعر أن العالم كله يتحدث لي أو عني، وقد ذهبت إلى الطبيبة إلا أن حالتي لم تتحسن؛ بل زادت الأفكار وتوسعت.

علماً بأني عندما أخرج من المنزل أجد الناس ليسوا هم الذين كنت أراهم من قبل، وكأني في عالم غريب، وقد سمعت من البعض أن هذه الحالة تسمى بصيرة، فكيف أستوعب ما يجري لي وأعيش حياة طبيعية، وأستوعب هذه النقلة في حياتي؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الأعراض التي تعانين منها - والتي نسأل الله تعالى أن يزيلها عنك – هي أعراض مرضية واضحة، ونحن لابد أن نكون مناصحين لك ونقول لك إن هذه الحالة تسمى بحالة المرض الظناني، ويسميه البعض بالمرض الباروني، والذين قالوا لك بأن هذه الحالة تسمى ببصيرة ربما قصدوا أنها حالة تسمى بـ(افتقاد البصيرة)، لكن هذا لا يعني أن الحالة مستعصية، بل إن الحالة من الحالات التي تستجيب للعلاج، وكما ذكرت لك هذه الحالة من أوصافها وسماتها هو الظنان والشكوك وسوء التأويل، وربما تكون هناك هلاوس سمعية واضطراب وتطاير في الأفكار.

وأنت أيضاً شعرت بحالة نسميها بـ (الانسلاخ عن الذات) أو (الاغتراب عن الذات)، وهي تكون مصاحبة لهذا المرض في حالات كثيرة، وأنت ذهبت إلى الطبيبة وإلى الآن حالتك لم تتحسن، الحالة سوف تتحسن إن شاء الله، ولكن الأمر يتطلب منك الصبر والالتزام التام بالأدوية.

أنت لم تذكر الأدوية التي وُصفت لك، ولكني أقول لك: من أفضل العلاجات التي تُعطى في هذه الحالة عقار يعرف تجارياً باسم (رزبريدال Risporidal) أو ما يسمى علمياً باسم (رزبريادون Risperidone)، وعقار آخر يعرف تجارياً باسم (زبراكسا Zyprexa) ويمسى علمياً باسم (اولانزبين Olanzapine)، وتوجد أدوية أخرى كثيرة.

ومن الضروري التزامك القاطع بالعلاج وبالجرعة الصحيحة، وهذه الأعراض تتطلب علاجاً مكثفا لمدة شهرين أو ثلاثة على الأقل، بعدها إن شاء الله تبدأ الحالة في الاستقرار، وهذه الأعراض تبدأ أيضاً في الزوال، وحين تخف الأعراض وتختفي أرجو أن لا تتوقفي عن الدواء، هذا خطأ يقع فيه الكثير من الناس، هذه الحالات تتطلب الاستمرار في العلاج كعلاج وقائي، ونحن نقول أن أقل فترة علاجية يجب ألا تقل عن سنتين.

الأسباب وراء هذه الحالات غير معروفة بالدقة أو التفصيل، ولكن يعتقد أن هناك اضطرابا يحدث في بعض المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ والتي تسمى بالناقلات العصبية، ومن أهمها مادة تعرف باسم (دوبامين Dopamine) وأخرى تعرف باسم (سيروتونين Serotonin)، وهذا يدل على أهمية استعمال الأدوية؛ لأن الأدوية هي الوسيلة والسبب إن شاء الله في تصحيح هذه المسارات الكيميائية وإرجاعها إلى وضعها الطبيعي، فكوني حريصة على العلاج واصبري عليه، وسلي الله تعالى أن يجعل لك فيه خيراً، وعيشي حياتك بصورة طبيعية بقدر المستطاع؛ لأن تجاهل المرض وتجاهل الأفكار أيضاً يساعد على زوالها وذلك بجانب تناول الدواء.
وختاماً: نشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً