الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري عند الإتيان بالوضوء وأداء الصلاة وكيفية التغلب عليه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أبدأ رسالتي هذه بالشكر الجزيل لكم لما تبذلونه من جهد ملموس في تفريج هموم الناس، وردكم الشافي بإذنه تعالى، وكلمتكم الطيبة في الرد على أي مشكلة التي ترفع من معنويات السائل وتريح صدره، فلكم الأجر الكبير إن شاء الله.

كذلك أبدأ رسالتي هذه ببث همي الذي ضيق علي حياتي والحمد لله على كل شيء.
ما أعاني منه باختصار شديد هو الوسواس القهري الذي أتلف أعصابي، فلقد أصابني في صلاتي وأمور ديني، صلاتي التي كنت من الذين إذا سمعوا الأذان ركضوا وتوضئوا وصلوا في الحال بدون أي تأجيل أو تكاسل خاصة صلاة الفجر منذ أن كان عمري 6 سنوات إلى 16 حتى أصابني المرض، فكان الناس دائماً إذا أرادوا أن يتنبهوا إلى وقت الصلاة يسألونني أن أذكرهم.

بعد سن 16 سنة أصبحت أريد أن أحسن من صلاتي أكثر، وأن أكون خاشعة أكثر، ومن هنا بدأ الوسواس:
1- وسواس الشك في القراءة والإعادة أكثر من مرة.
2- وسواس الشك في الوضوء .
3- وسواس الشك في طهارة الملابس وكل شيء.

أعلم ن هناك شيطان اسمه خنزب والولهان لما تأصل المرض، لكن فات الأوان وأصابني الوهن وتأصل إلى أن أصبح نفسياً، فأصبحت تصيبني اضطرابات معوية وغازات وشد عصبي وتوتر شديد عند الذهاب إلى الصلاة.

وعندما كان الشك دائماً يأتيني أثناء السجود إلى أن ارتبطت الفكرة بأنه عند السجود سوف ينتقض الوضوء أصبح من مجرد شك إلى شيء حقيقي فعندما أسجد تخرج الغازات، ولا تخرج إلا بهذه الطريقة حيث أصبحت عسرة في بطني ولا تخرج بالشكل الطبيعي إلا في وضع السجود، فأحاول إخراجها بهذه الطريقة قبل كل صلاة.

فسؤالي هنا: هل يلزمني أن أقوم بهذا الفعل قبل كل صلاة أم أتوضأ وضوئي العادي إلى أن يفرج الله عني، حيث أنني أحياناً لا أجد المكان المناسب لهذا خاصة إذا كنت بالخارج، وأنه لو أحد رآني أفعل هذا ليظن بأنني مجنونة، على الرغم من أنني أدخل الحمام قبل كل صلاة ولا يخرج مني شيء سوى وقت السجود، وأصبحت أطيل المكوث في الحمام مما يزيد من توتري، فإذا ذهبت إلى الصلاة من غير هذه الأفعال وخرج مني ريح فإنني أحاسب نفسي الحساب العسير على الرغم من أني أعلم بأن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها.

والنقطة الثانية التزم والدي بالوقوف بجانبي بأن أصبح يصلي معي دائماً، حيث أنه سأل كثيراً في هذا الموضوع فقالوا له: تتوضأ الوضوء الأول وتصلي الصلاة الأولى مهما حدث إلى أن تكسب ثقتها بنفسها وتختفي جميع هذه الأعراض بإذن الله تعالى، حيث أصبحت أخاف أن أصلي وحدي حيث تجتمع علي الوساوس ولا أستطيع الخشوع في الصلاة، حيث أشك في الوضوء، وفي القراءة، وفي عدد الركعات والسجود والركوع، فما هذه الصلاة التي أصليها، فإن صليت وأكملتها وما بها من شكوك أصابني ضيق شديد في صدري بأن صلاتي باطلة، وأنني متهاونة بها مما يؤلمني جداً مع محاولتي عدم الإعادة.

هناك أمور كثيرة جداً لم أذكرها لكن هذه الأشياء التي أود الاستفسار عنها، فأود أن توضحوا لي الطريق الصحيح الذي لا يؤاخذني عليه الله حيث أنني استفدت من سائلة كانت تسأل بشعورها بنزول قطرات من البول حيث أنني أعاني من هذه المشكلة أيضاً، وأنني أعمل بما أفتاه الشيخ الكريم بالموقع، جزاه الله خير الجزاء، رقم الاستشارة 2791، واستفدت منها، لكن لا تقولوا لي الطبيب النفسي لأنني لا أستطيع الذهاب إليه.

لقد أثر هذا المرض على صحتي فأنا لا أحيا الحياة الطبيعية كباقي البنات، دائماً مشغولة في أمر صلاتي، ولا أظن بأنني أستطيع الزواج وأنا بهذه الحالة حيث أصبح عمري 23 وأنا لا زلت أعاني.

كيف أحتسب أمري على الله؟ كيف يكون التوكل عليه؟ كيف أسلم أمري لله عز وجل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

الأمر بسيط جداً إن شاء الله، وما تعانين منه أنت جلبته بنفسك وبيدك، وبكل سهولة يتم التخلص منه إن شاء الله تعالى.
سنعمل معاً تقنية من تقنيات البرمجة اللغوية العصبية، وتسمى مولد السلوك الجديد، وأريدك أن تنفذي كل الخطوات التي سأذكرها لك بدقة، واعمليها وأنت في مكانٍ لوحدك بدون إزعاج أو مقاطعة من أحد، واحفظي تسلسل الخطوات؛ حتى لا تضطري إلى الرجوع إليها وأنت تطبقين التمرين، ولك أن تفعلي هذا التمرين وأنت مغمضة عينيك.

1- استحضري شخصية تعجبك بقوة، ثقتها من نفسها وعبادتها، وتعرفيها جيداً، وتعرفي تصرفاتها وحركاتها وأسلوب تفكيرها، ويفضل أن تكون امرأة ولا بأس إذا كان رجلاً.

2- تخيلي هذه الشخصية وهي أمامك بينك وبينها مسافة مناسبة وهي تقوم بالوضوء والصلاة وأداء العبادات بكل ثقة وهدوء وراحة واطمئنان.

3- تخيلي أن بينك وبين هذه الشخصية جداراً زجاجياً شفافاً تستطيعين أن تراقبيها من خلاله وهي تقوم بذلك السلوك، ويوجد في هذا الجدار فتحة تستطيعين المرور من خلالها.

4- تخيلي أنك تنفصلين عن جسدك الموجود في الغرفة وتطيري من خلال الفتحة الموجودة في الحائط الزجاجي الشفاف، وتحومي حول تلك الشخصية، وتتعلمي منها السلوك الجيد الذي تقوم به والثقة والاطمئنان والراحة النفسية والجسدية، واستمري بالتعلم، وتعلمي كيف يمكنك عمل ما تعمله هذه الشخصية بطريقةٍ مناسبة لك.

5- عندما تشعرين أنك تعلمت كل شيء من هذه الشخصية، تخيلي أنها ذهبت وأنك أخذتِ مكانها وتصرفي تماماً كما كانت تتصرف واشعري بما كانت تشعر، وتحدثي بنفس أسلوبها وكلماتها، واشعري بنفس ثقتها وتوضئي كما كانت تتوضأ، وصلي كما كانت تصلي، إلى أن تشعري أنك أنت هي تماماً في هذا السلوك الذي تريدي اكتسابه منها.

6- الآن عودي طائرة مرةً أخرى من خلال الفتحة الموجودة في الزجاج، واندمجي مع جسدك الموجود في الغرفة حاملة معكِ السلوك الجديد الذي ترغبين أن يكون فيكِ.

7- الآن اختبري لكي تتأكدي أن هذا السلوك انتقل إليك، وذلك بأن تتخيلي في المستقبل القريب وأنت تقومي بهذا بالوضوء والصلاة، ستلاحظين أنك واثقة من نفسك بعيدةً عن أي وسواس أو أمر يؤثر عليكِ أو على صحتك.

أسأل الله لك الثبات والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً