الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قسوة الزوج وكيفية التعامل معه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أبي وأمي منفصلان عن بعض، وعشت مع جدتي، وذلك لكثرة المشاكل التي يصعب الآن شرحها؛ ولأنها من بداية حياتي.

تزوجتُ في سن مبكرة وعمري أربع عشرة سنة، وأنجبت طفلي الأول وأنا في الخامسة عشرة من عمري، وكثرت المشاكل مع زوجي وأهله، وحرمت من الحنان والعطف لأني لم أر أمي ولا جدتي، وعشت في قسوةٍ مع زوجي وأهله، ولكن تحملت من أجل ابني كثيراً، حتى أنجبت أربعة أطفال، والآن أتحمل كثيراً جداً من أجل أطفالي، ولكن لم أذق طعم السعادة يوماً ما، علماً بأني متزوجة منذ خمسة عشر عاماً.

زوجي سريع الغضب، فإن تكلمت معه في حالة الغضب يضربني، وإن سكت لم يعترف بغلطه، ويدافع كثيراً عن أهله، فماذا أفعل؟ أرجوكم ساعدوني، فحالتي النفسية أتعبتني جداً، ولا أعرف مادا أفعل، فهو لا يعترف كما قلت.

الإجابــة

الأخت الفاضلة/ أم خالد .. حفظها الله
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .. وبعد،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جلا وعلا أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يربط على قلبك، وأن يرزقك الصبر وقوة التحمل، وأن لا يحرمك جزاء الصابرين، وأن يصلح لك زوجك وأن يحسن خلقه، وأن يصلح ما بينك وبينه، وأن يعينكما على تربية أولادكما تربية صالحة مباركة موفقة.

وبخصوص رسالتك فإنها مؤلمة حقاً ومؤثرة، لأنها تحكي مأساة امرأة مسلمة حرمت من العطف والحنان في بداية حياتها، وما زالت رغم أنها أصبحت زوجة وأماً، وهذا كله أساساً بقدر الله تعالى أولاً، ولا نملك إلا أن نقول: قدر الله وما شاء فعل!

وكل الذي أخشاه أن تفكري يوماً في الانفصال عن زوجك بحثاً عن الراحة، ويكون الضحية هم أبناؤك الذين غالباً ما سيكونون مثلك في التشرد والحرمان من العطف والحنان، لذا أود أن تأخذي العبرة من واقعك القديم الذي عشته وما زلت، وأن تتحلي بكل ما أوتيت من قوة حتى لا تكرري نفس المأساة؛ لأن هذه هي النتيجة المحتمة للطلاق والفراق، فأرجوك أن تفكري ألف مرة ومرة في عدم التخلص مما أنت فيه بالطلاق، ولأن أبنائك هم الذين سيدفعون الثمن، وتذرعي بالصبر والاحتساب إلى أبعد حد، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يصلح حالك وحال زوجك، وأن يذهب عنكم كيد الشيطان، وأن يحسن أخلاق زوجك.

وحاولي قدر الاستطاعة عدم إثارته خاصه في لحظات غضبه، ولا تنتظري منه أن يعتذر لك أو يعترف بخطئه ما دام لا يحسن ذلك، وكم أتمني أن تبحثي عن وسيلة جديدة للتفاهم مع زوجك غير الطريقة الحالية، يمكنك من خلالها التفاهم مع زوجك بعيداً عن الضرب والإهانة والإهمال، وذلك من باب قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}.

طبعاً أنا أدرك صعوبة المهمة، لأنها ستكون من طرف واحد، ولكن أنت أهل لها، ولديك القدرة على تنفيذها، والوصول بأسرتك كلها إلى بر الأمان إذا تذرعت بالصبر وسعة الصدر والتحمل اللامحدود، والتشبث بالأسرة وضرورة بقائها مترابطة ومتماسكة، فعليك بالدعاء وكثرة الإلحاح على الله، وأكثري من الاستغفار، واسألي الله العون والتأييد، وابعدي عن نفسك فكرة الانفصال مهما كانت الضغوطات، واحرصي على الإصلاح مع الصبر، وسيحقق الله أملك وتكوني أسعد الناس إن شاء الله.

نسأل الله لك التوفيق والسداد والخير والأجر والثواب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً