الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أغير سلوكيات الزوجة الخاطئة؟

السؤال


أعزائي أسرة إسلام ويب السلام عليكم.

أنا إنسان مثقف ومحترف وملتزم والحمد لله أعيش في بلاد الغربة وقد حصّلت العديد من الإنجازات العالمية بفضل الله.

مشكلتي أنني أشعر بفقد الجمال والسعادة اللذين يجب أن يزينا حياتي الزوجية ويجعلاها دافعا لي في عملي وإنجازي.

أنا متزوج من فتاة جميلة ولطيفة وحنونة ونشيطة، هي من بلدي الأم وقد تعرفت عليها من خلال خطبة الأهل وارتبطت بها بعد فترة اختبرت خلالها بعضا من خصالها الأساسية التي شعرت بضرورة وجودها في زوجة المستقبل لتضمن حماية العلاقة من المخاطر.

المشكلة هي في أنني وجدت خلال الخطبة وبعد الزواج بعض الخصال التي تنفّرني عادة من المرأة وهما خصلتان أساسيتان:
الأولى هي الانفتاح غير المتوازن في التعامل مع الجنس الآخر؛ حيث هناك جرأة غريبة في الكلام والنظر رغم كل التنبيهات المتكررة.

والثانية هي في تضخيم كل الأمور إلى حد فقدان المصداقية.

وبالمقابل هناك خصلتان قل ما يوجد نظيرهما في نساء اليوم:
الأولى: هي المحبة الحقيقية لي وتحمّل كل مشاكلي وهمومي.
والثانية: هي الاستعداد لطاعة كل اقتراحاتي وأوامري بلا تردد يذكر، وأظن أن قوة الشد والجذب في هاتين المجموعتين قد أبقيتا على العلاقة المقبولة طوال سنوات الزواج الخمس.

لكنني ما زلت أشعر بصعوبة تقبل الخصلتين الأوليين وأشعر أنهما يؤثران بشدة على حياتي وقراراتي، فنحن نملك طفلاً لطيفا ومتميزاً، لكنني لا أرغب بالحصول على أي طفل آخر وما زلت أشعر بعدم الارتباط بطفلي هذا.

والمشكلة الثانية أنني لم أعد أشعر بالسعادة الداخلية والاكتفاء وهذا كما تعلمون جعلني فريسة سهلة لمغريات الحياة رغم هدوئي الظاهر واستقرار حياتي.

أخيراً: أحب أن أذكر بعض النقاط التي قد تساعدكم في تقدير حالتي وحاجتي للمشورة:

الأولى: أن علاقتي بزوجتي مرّت خلال فترة الزواج بعدة مطبات، رفضتُ فيها هذا الارتباط - أولاها كانت في فترة الخطبة وآخرها كانت في السنة الماضية، وقد عدت إلى العلاقة بسبب الخصلتين المتميزتين اللتين ذكرتهما وبضغط من الأهل.

الثانية: أن طفلي الوحيد قد جاء مع الشهر الأول للزواج وهو فضل من الله لكنه تعارضَ بشكل صارخ مع حاجتي إلى الارتباط بالأنثى قبل أن أحتاج إلى الطفل.

الثالثة: أنني شديد الاهتمام بعالم القراءة والكتابة وأفضل دوماً الحياة المستقلة حتى عن أقرب الناس إلي وهو الأمر الذي لا يتناسب مطلقاً مع شخصية زوجتي.

أخيراً: أرجو أن ينفتح صدركم لهذه الاستشارة علماً أنني عادة ما أقدم الاستشارات لأهلي وأقاربي وإنني إنسان متفتح ومتقبل بشدة لآراء الآخرين وحريص على دقة الكلام والجواب.

وفقكم الله في هذه الخدمة الجليلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdul bejo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يبارك لك في أسرتك الجميلة الرائعة وأن يبارك لك في إمكاناتك الطيبة المتميزة وأن يرزقك الرضا والقناعة بما رزقك وقسم لك.

وبخصوص ما ورد برسالتك فأنا فعلاً معجب بطرحك وعرضك لواقعك العام والخاص بصورة جامعة ودقيقة وأمينة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى إكرام الله لك وتفضله عليك وأرى أن الله حباك نعما نادرة ورائعة تستحق منك الشكر الجميل ومن أهم متطلبات الشكر لهذه النعم العظيمة أن تراعي من فقد هذه النعم أو من كان ذا حظ متواضع منها كزوجتك، وأن توظف هذه النعم في استيعابها واحتوائها والنهوض بها وأن تكون تلميذة تتأثر بأستاذها وتتقمص شخصيته إلى حد بعيد مع مراعاة الفوارق الضرورية، وبذلك تكتسب من الصفات ما يؤهلها للقيام بالدور الذي تريده منها، والذي بالتالي يجعلها تلعب دوراً مهما في إضفاء السعادة والدفء والقناعة والإرواء لنفسك، فأنا شخصياً أرى أن دورك في إحداث النقلة المطلوبة في مكوناتها ضعيف إن لم يكن معدوماً وسبب ذلك هذه الرغبة الشديدة في الحياة المستقلة، مما أفقدك دورك القيادي والتربوي لزوجتك.

لذا أود شيئاً من التقارب والتوجيه العلمي الهادئ مع تحليل الآثار المترتبة على هذين التصرفين المزعجين كأرباح وخسائر، وعقد المقارنة بين الأثرين في الدنيا والآخرة، نعم أنا معك أنك حاولت وحاولت، ولكن تغيير أنماط السلوك ليس شيئاً سهلا، إلا أنني أقول بأنه كذلك ليس أمراً مستحيلا، وأعظم دليل على ذلك جيل الصحابة الكرام وكيف تحولوا من أعتى أنواع الكفر إلى أرقى وأسمى أنواع وصور التوحيد والوحدانية...


إذن لنحاول ونحاول ولن نفشل أبداً ما دام اليأس لا يعرف طريقه إلى قلبك، وما دامت الحاجة ماسة إلى التغيير خاصة في ظل المعطيات والإمكانات التي حباك الله بها، اعط قدرا كبيراً من وقتك لزوجتك حتى تصل إلى الصورة التي تريد، واعلم أن تربيتك لها هي في نفس الوقت تربية لولدك، فأنت تربي ولدك وزوجتك معاً في نفس الوقت وبنفس الجهد، ثق وتأكد من أنك سوف تنجح ونجاحاً باهراً إن شاء الله ولكن لصعوبة التغيير قال مولاك لحبيبك صلى الله عليه وسلم (فاصبر الصبر الجميل) وأعتقد أنك إذا نجحت في ذلك فستحل جميع المشكلات، وتتخلص من كل العقبات والمكدرات، وتعلو على كل الهفوات.

والله الموفق،،،

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً