الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية دخول الميكروب المسبب للمرض داخل اللبن من الحيوان المصاب.

السؤال

السلام عليكم.

قال الله تعالى في كتابه العزيز: (( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ ))[النحل:66]، فكيف يدخل الميكروب المسبب للمرض داخل اللبن من الحيوان المصاب؟!
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الجرثومة -مثل مرض الحمى المالطية- تدخل من الجهاز الهضمي في الحيوان المصاب إلى الدم، ومن الدم تتوزع في الجسم كله، وتتوزع في العضلات، ومن المناطق التي يتوزع أيضاً منها هو ضرع الحيوانات، وبالتالي تطرح هذه الجراثيم في الحليب، وإذا لم يتم تعقيم الحليب بالغلي فإن الجرثومة تنتقل للإنسان مسببة الحمى المالطية عندها.

وقوله تعالى: (( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ))[النحل:66]، فيه إشارة إلى الإعجاز الرباني من أن الحليب يصنع في الضرع مما يأكل الحيوان، وتنتقل المواد الغذائية إلى الدم الذي يمر إلى الضرع، فيتصنع هناك الحليب الذي يكون خالصاً - أي مصفى -، وسائغاً - أي مستطعماً ومستساغاً -، وذلك بفضل احتوائه على المشهيات وهي الدسم، والسكر له طعم سائغ مختلف طعمه عن الأطعمة التي تتناولها الحيوانات، والتي تكون عادة حشيش الأرض الذي ينتهي بأن يصبح فرثاً، والفرث هو محتويات الكرش من علف مخمر بفعل جراثيم نافعة تساعد على تخمير الأعلاف المعقدة الهضم، فهنا المعجزة.

وهذا لا يشير إلى أن اللبن يكون سالماً من الجراثيم، فإن كانت الحيوانات مصابة - كما قلنا - بالجرثومة التي تسبب الحمى المالطية فإنها تنتقل إلى الضرع، ويبقى الحليب سائغاً ولا تستطيع أن تميز من الطعم إن كان هناك إصابة بالجرثومة أم لا، ولذلك يوصي العلماء بتعقيم الحليب، ويبقى طعمه سائغاً بعد التعقيم.

ولا أرى أي تعارض في الموضوع، فالآية دقيقة جداً ولا تشير إلى سلامة الحليب من الجرثومة، وإنما تشير إلى قدرة الخالق على تصنيع هذا السائل العظيم بقيمته الغذائية والسائغ طعمه مما يأكل الحيوان، وهذا الطعام الذي يأكله الحيوان لا يستسيغه أي إنسان.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً