الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج عادة مص أصبع الإبهام

السؤال

أنا عمري 30 سنة، ولدي أربعة أبناء، وأعاني منذ الصغر من مشكلة مص الإبهام، وهذا يسبب لي الكثير من الإحراج أمام زوجي وأطفالي، وقد حاولت أن أتخلص من هذه المشكلة إلا أنني كلما واجهت حالة نفسية أعود لمص أصبعي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sms حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن مص الإبهام وكذلك قضم الأظافر، وحركة الرجلين المتصلة، هذه تُعرف باسم (العصابيات)، والبعض يسميها بـ(عصابيات الطفولة)، خاصةً مص الإبهام وكذلك قضم الأظافر، وأرجعها البعض على أنها دليلٌ على وجود قلقٍ نفسي بسيط، والبعض أيضاً اعتبرها نوعاً من الأفعال الوسواسية، ويعتقد البعض أنها مجرد عادة مكتسبة وليست أكثر من ذلك.

أنت الحالة لديك مرتبطة كما ذكرت بالتغير النفسي الذي قد يحدث لك، وأعتقد أنك تعنين أنك حين تعانين من بعض التوترات أو القلق تلجئين لذلك.

الأمر بسيط جدّاً في رأيي وأعتقد أن الحل بيدك:

أولاً: من المفترض أن تقومي بتحليلٍ نفسي ذاتي، وذلك بأن تنظري في هذا المسلك أو هذا السلوك الذي تقومين به -بالرغم أنه أمرٌ بسيط- على أنه غير مقبول ويجب أن تقنعي نفسك بذلك، ولابد أن تركزي وتعرفي أن الأمر تحت إرادتك الكاملة.. هذا هو التغيير المعرفي أو التغيير الفكري الذي يساعد في تغيير السلوك.

إذن استنكار الفعل من جانبك وتعظيم هذا الاستنكار وأخذ الأمر بجدية هذه هي نقطة البداية في التخلص من مثل هذه العادة.

ثانياً: عليك أن تربطي بين هذه العادة وبين مشاعر مضادة – مشاعر مختلفة – فقد وجد العلماء أن ربط مثل هذا التصرف بتذكر شيءٍ –دعينا نقول-: حدثا لم يكن حدثاً سعيداً أو حدثاً مؤلماً – بمعنى أنك حين تضعين إبهامك في فمك وتكتشفين أنك تمصين إبهامك تذكري أي حدث مؤلم حدث لك في الحياة... فالربط بين هذا الحدث وبين مص الإبهام وُجد أنه يضعف هذا السلوك.

ثالثاً: تمرين نفسي ثالث، وهو أن تضعي إبهامك في فمك دون أن تشرعي في مصه، وفي نفس اللحظة تقومين بالضرب على يدك الثانية، اضربي بها على جسم صلبٍ بشدة حتى تشعرين بالألم، هنا قومي بنزع إبهامك من فمك، والقصد من هذا التمرين السلوكي -بالرغم من أنه يظهر عليه السذاجة والبساطة إلا أنه تمرينٌ علمي- الربط ما بين السلوك الغير مرغوب - وهو مص الإبهام – والألم.

هذا التزاوج وهذا الربط بين المسلكين يؤدي إلى إضعاف السلوك المكتسب وهو مص الإبهام هذا تمرين بسيط ولكنه مهم جدّاً وأرجو أن تكرريه عدة مرات.

هنالك بعض الناس بالطبع يضعون نوعاً من القفازات –الجوارب – على أصابعهم أو يقومون بوضع نوعٍ من الأطعمة أو المأكولات ذات الطعم الحار أو المر أو الذي يصعب تقبله وتذوقه كنوع من المنفرات، وهذا لا أعتقد أنه مهم ولا أعتقد أنه فعّال بكل صدق وأمانة، وأنت - إن شاء الله تعالى – لست محتاجة لذلك أبداً.

يبقى بعد ذلك العلاج الدوائي، وسوف أطلب منك أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للقلق، فهنالك دواء بسيط جدّاً يعرف تجارياً وعلمياً باسم (موتيفال Motival)، فأرجو أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ارفعي بعد ذلك الجرعة إلى حبة صباحاً وحبة مساءً لمدة شهرين، ثم خفضي الجرعة إلى حبة واحدة ليلاً لمدة شهر واحد، ثم توقفي عن تناوله.

إذن الأمر بسيط جدّاً، وأرجو أن تأخذي الإرشادات والتعليمات السابقة بجدية، وأرجو أن تحقري في كيانك هذا التصرف، وتقومي بتحليل الأمور بواقعية وتركيز، وتتناولي الدواء الذي وصفته لك، وإن شاء الله سوف تتخلصين من هذه العادة.

أشكرك كثيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً