الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تردد الفتاة في الزواج من ابن خالتها لبرودة مشاعرها تجاهه.

السؤال

السلام عليكم.

كنت أعتبر ابن خالتي أخاً لي، وعندما فاتحني في الارتباط كنت متعجبة، ولكن بضغط أهلي وافقت عليه، ولكن لم أكن مقتنعة به، وعندما سافرت في أحد المصايف قابلت إنساناً ذو خلق ودين، وأعجبت به كثيراً، وأعجب بي وكلم أهلي علي، وأنا الآن في حيرة من أمري، من أختار؟ وأهلي متمسكين بابن خالتي ويضغطون علي بالموافقة، وأنا لا أستطيع أن أحبه لأني أشعر بأنه مجرد أخ لا غير، فأرجو إفادتي في أمري بسرعة، ولكم الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة / إيمان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وأسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، وأرجو أن تستخيري الله في أمرك، وسوف تصلين بالصدق وإخلاص التوبة إلى الله إلى الخير.

ولا بد أن نعلم أن هذا النوع من المشاكل يحدث في البيئات التي يتربى فيها الأبناء مع أطفال الأهل بطريقة مفتوحة، ولذلك حرصت الشريعة المباركة على أن يتميز الرجال عن النساء في أماكن الجلوس والسكن، وعلينا أن نفرق بين المحارم وغيرهم، فلأبناء الأعمام والأخوال حدود في التعامل يجب أن نراعيها، وما في شيء في ديننا العظيم نغفل عنه إلا أحوجتنا أزمان الحياة إليه، ووجدنا أنفسنا مع مشاكل متشعبة بسببه، وعلى الشباب المتعلم تقع مسئولية تصويب هذه العادات حتى تستقيم مع إسلامنا العظيم .

وأقترح عليك نقل هذا الشعور لابن خالتك عن طريق أخواته أو غيرهن من المحارم، لمعرفة وجهة نظره ومشاعره أيضاً، وبيني له أن لا عيب فيه، ولكنه شعور تجدينه في صدرك، وأخبريه أن ذلك ربما يؤثر على مستقبل حياتنا، فإن رأى هو أن يساعدك على الخروج من هذه المشكلة وبادر هو بالانسحاب فبها ونعمت، ولربما يكون عنده شعور مماثل، وأرجو أن يتم هذا في منتهى السرية، وتذكري أن الأقرباء أرحم من غيرهم بالزوجة، هذا في الغالب .

أما الشخص الذي قابلتيه في أحد المصايف، فأنا أتحفظ على هذا المكان وعلى الطريقة التي تم بهاء اللقاء، وكيف تم هذا الإعجاب المتبادل بهذه السرعة فلا تتعجلي في الحكم على الرجال، وهذا هو السر الذي جعل الشريعة تهتم بوجهة نظر الولي من الرجال؛ لأنه الأعرف بمعادن الرجال، ولن يختار لك الأهل ما سوف يضرك مستقبلاً.

ومشاعر الود الحقيقية عندنا معشر المسلمين تبدأ بالزواج وتزداد مع الأيام قوة بإذن الله (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)[البقرة:216]، فأرجو أن تتمهلي قبل اتخاذ أي قرار، وأن تحرصي على دراسة آثار أي خطوة تقومين بها، واحرصي على احترام مشاعر الأهل، فليس من مصلحة الفتاة أن تتزوج برجل لا يرغب فيه أهلها، حتى لا يؤثر ذلك على مستقبل حياتها وحياة أطفالها.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً